الجمعة، أكتوبر 23، 2015

تونس الخضراء 3



عدت إلى بيتى مرفوضا مقطوع الإيصال، وبدأ أمل السفر إلى تونس الخضراء يتلاشى شيئا فشيئا، واتصلت بالدكتور عاصم حفني أخبره بما تم، فواساني بكلمات كثيرا ما تقال في مثل هذه الأوقات. وفي المساء اتصل بي دكتور سامح إسماعيل وهو أحد المشاركين في المؤتمر ولم أكن قد التقيت به من قبل، فقط دارت بيننا عدة اتصالات وقت أن كنا نبحث عن تذكرة سفر بسعر مناسب. أخبرته بما تم، وشدّدت كثيرا على موضوع "تقطيع الإيصال"!
كان للدكتور سامح رأيا بناه على معلومة جاءته من أحد أصدقاءه الذين سافروا قبل عدة أشهر إلى تونس. تقول المعلومة: أن ذلك الصديق ومعه بعض الزملاء تجمعوا أمام القنصلية وطلبوا لقاء القنصل لمعرفة سبب تأخر التأشيرة لبعضهم ورفض بعضهم الآخر، وبعد محاولات متكررة، وشد وجذب، تمكنوا من لقاء القنصل الذي منحهم التأشيرة آخر الأمر.
 قال لي الدكتور سامح: يبدو أن الضغط على القنصلية هو الحل المناسب! قلت له: رغم أنني مرفوض ولا أملك إيصالا إلا أنني سوف أذهب معكم!
عرضنا الأمر على الدكتور عاصم فلم يتحمس للفكرة فحسب، بل قام بالاتصال بجميع الأساتذة المشاركين من مصرلنجتمع سويا في الغد أمام القنصلية ونحاول لقاء القنصل.
 كنا خمسة: دكتور سعيد فارس، دكتور سامح اسماعيل، مندوب عن كل من الدكتور عبدالراضي رضوان والدكتور عزمي وأنا. في البداية لم ندري ماذا علينا أن نفعل، هل نقف مع الواقفين أم نطلب لقاء القنصل مباشرة؟! وكان مع الدكتور سامح رقم هاتف لأحد موظفي القنصلية ويدعى عاطف، قلت له فلتتصل به على الفور وتعرض الأمر عليه علّه يساعدنا، اتصل به وعرض عليه موضوعنا وجاء رده ايجابيا: علينا أن ننتظر ثلث ساعة وسيُحل الأمر! هكذا بكل بساطة!
كان الجواب يدعو إلى الشك أكثر منه إلى الفرح، وهذا ما تأكد لنا فيما بعد، فعندما عاودنا الاتصال به بعد مرور نصف ساعة لم يرد، كررنا المحاولة أكثر من مرة فلم يرد، بعثنا إليه برسالة فلم يرد، اتصلنا به من هاتف آخر ولم يرد، وهنا عقدنا العزم على أن نطلب لقاء القنصل!
ضربنا الجرس فجاءنا صوت من داخله:
-         نعم؟
-         نحن مجموعة من الأكادميين، جاءتنا دعوة للمشاركة في مؤتمر بمدينة سوسة، قدمنا أوراقنا منذ شهر ولم نحصل بعد على التأشيرة، لذا نريد مقابلة القنصل؟
-         القنصل في اجتماع.
-         إذا فلنقابل الأستاذ عاطف.
-         الأستاذ عاطف موجود عند الشباك حيث الناس مجتمعون، إذهبوا إليه هناك.
ذهب أحدنا سريعا فلم يجد شيئا، عدنا فضربنا الجرس وجاء الرد:
-         نعم؟
-         الأستاذ عاطف غير موجود عند الشباك؟
-         لو سمحتم ابتعدوا عن الباب، مكانكم ليس هنا. سأعطيكم تليفون مكتبه، اتصلوا به.
أعطانا الرجل رقما أرضيا فاتصلنا به فلم يرد علينا أحد، عاودنا الاتصال مرات ومرات ولا مجيب، عدنا إلى الجرس فضغطنا عليه وقد استشطنا غيظا، وطلبت من الدكتور سامح أن يتحدث إليه هذه المرة فربما رق لحاله، إن رآه جالسا على كرسيه المتحرك.

تحدث الدكتور سامح إلى الرجل بنبرة استنكارية غاضبة، فلا يليق بالقنصلية أن تعامل أمثالنا بهذه المعاملة. وهنا انفتح الباب وخرج إلينا رجل فطلب أن نختار منا واحدا فقط ليدخل ومعه جوازات السفر، ودخلت!

هناك تعليق واحد: