الأربعاء، أكتوبر 19، 2011

الصمت!



مرت علينا أحداث ماسبيروا الأخيرة ثقيلة ومملة ... وقد تحدث فيها من تحدث وأدلي بدلوه فيها من أدلى وكثر مشعلي النيران ومؤججي الفتنة وقلّ أولئك المهدءون، الهادءون، العاقلون... وكان أقل منهم أولئك النفر من الصامتيين...
ولقد عاهدت نفسي أثناء تلك الفتنة على ألا أتحدث فيها ولا عنها حتى لا أساهم فيها من قريب ولا من بعيد. وقد ارتضيت لنفسي الموقف السلبي ولي في ذلك الحجج والأدله التي استندت عليها وهي كالتالي:-
1- قول الله تعالي في سورة المائدة ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم..) وقد كثرت التفاسير حول هذه الآية... وما فهمته منها هو أنه في حال اشتعال الفتنه علينا أن نُلزم أنفسنا بالتزام الصمت..
2- تتذكرون حضراتكم معي  تلكم الواقعة التي كان حاضرا فيها الرسول صلي الله عليه وسلم وكان طرفاها أبوبكر الصديق ورجل يسبه! ولم يكن لأبي بكر أن يرد السباب في بادئ الأمر إلا لما تمادي الرجل وكرر السباب والشتائم عدة مرات.وهنا اضطر أبو بكر أن يرد عن نفسه.  فلما قام بالرد، تركه الرسول صلي الله عليه وسلم وغادر المكان.  فلما استفهم منه أبو بكر عن السبب، فكان جواب المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه؛ بأنه لما كنت يا أبا بكر صامتا كان هناك ملك يرد عنك . فلما قمت بالرد عن نفسك انصرف الملاك وحضر الشيطان. والرسول صلي الله عليه وسلم لا يقف في موقف فيه شيطان.. ولا أريد من هذا الموقف سوي أن أستشهد بصمت الرسول صلي الله عليه وسلم وقت سب الرجل لأبي بكر. فلو تدخل الرسول صلي الله عليه وسلم لترك الرجل سبابه لأبي بكر وتوجه ألى الرسول يجادله ويناقشه.  ولوُضع الرسولُ في موضع هو في غني عنه....

3-موقف السيده العذراء مريم حينما وضعت طفلها من غير أب وعادت به إلي القرية، وأخبرتهم أنها نذرت إلي الرحمن ألاّ تكلم اليوم إنسيََا..... وبصمتها جنّبت نفسها الجدال والنقاش، وأعطت لرضيعها الفرصه أن يتكلم... وحدثت المعجزة...


 أرجو أن ننأي بأنفسنا عن المشاركة في الفتن، وأن نحاول أن نتعلم من المحن....


والله المستعان
محمد شحاته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق