الأحد، أكتوبر 02، 2011

ولا عزاء لنا............



         جمعني معه اخر مقعد في المكروباص، وسألني : هل انت غريب؟ قلت له: نعم. فلقد أتيت لأداء واجب العزاء في والد أحد أصدقائي المقربين. قال لي : وكيف كان الطريق؟ قلت له :الحمد لله، فقد عبرت حتى الآن مائه وثلاثة وثمانين مطبا صناعيا، ناهيك عن المطبات الطبيعية التي لا حصر لها ولا عدد... ومررت أيضا بأكثر من ثلاثمائة كومة قمامة نصفها يخرج منه الدخان، والنصف الآخر تخرج منه جميع الروائح الكريهة، والتي لم تكد تنتهي من استنشاق أحدها حتى تصل ألى الأخرى في حلقات لا نهاية لها ولا آخر ....
قال لي بعدما ضحك ضحكة فهمت أنها تنتمي إلى ذلك النوع من أنواع شر البلية مايضحك؛ حيث قال: دعني أؤكد كلامك، فقد كرهت المرور والسفر من هذا الطريق ولكنها دوامة أكل العيش!!! ثم استطرد مشيرا بأصبعه ناحيه الأراضي الزراعية على الجانب الأيسر للطريق وقال: لو كنا في وضح النهار لأريتك هذه المهزله "كل هذه المباني مخالفة ومبنية على أجود أنواع الأراضي الزراعية في مصر"!! قلت له وأين قوات الإزالة التي قد صدعونا بها؟ ولم أكد أكمل سؤالي الذي أعرف إجابته حتى سمعت صراخا وعويلا فنظرت من النافذه فإذا بي أرى طفلا ملقيا على الأرض غارقا في دمائه. وقد قام أحدهم بحمله بسرعة واستقل متوسكلا (دراجه بخاريه) ثم طار...ووقف النسوه يولولن والرجال يصرخون، ووقف الطريق..........
وألقى أهل الطفل باللوم على السائق وكل سائق... وبرأ سائق سيارتنا السائق الذي صدم الطفل ثم ألقى باللوم على الأهالي، إلا أنني أرى أن المسؤلية مشتركة، والإهمال جسيم، والأمر جد خطير!
في صباح اليوم التالي وفي طريق العودة ظهر لي حجم التعدي على أرض الدلتا الخصبه؟؟؟؟!!!!


والله المستعان

محمد شحاتة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق