الثلاثاء، فبراير 02، 2016

تونس الخضراء 49


قرطاجة ... قرطاجة ... قرطاجة
هل لي لصدرك رجعة ومتاب؟
لا تغضبي مني إذا غلب الهوى
إن الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورة
والله جل جلاله التواب[1]
كان وقع الإسم على رأسي غريبا، قرطاج؟! وهل قرطاج في تونس؟ وهل قرطاج مدينة عربية؟
حكي لي صديقي ومرشدي السياحي محمد رابح أن قرطاج مدينة تونسية قديمة جدا، ذات موقع فريد، عمرها أكثر من ثلاثة آلاف سنة، بنتها أميرة لبنانية تدعى إليسا أو (عليسة) كما يطلق عليها أهل تونس.  كان اسم قرطاج الأول هو "قرت حدشت" ومعناه "المدينة الجديدة"، ثم تحول الإسم إلى قرطاج عن طريق النطق اللاتيني.  حكى لى صديقي رابح كذلك أسطورة تحكي تفاصيل بناء هذه المدينة، تلك الأسطورة التي وجدتها متداولة على ألسنة الكثير من أصدقائي التونسيين، تقول الأسطورة:
 " أن عليسة القادمة من مدينة صور بلبنان بعد أن غدر بها أخوها، فاوضت حاكم البلاد الأمازيغي لمنحها أرضا تبني عليها مدينة لها ولمرافقيها، غير أن الملك أبى أن يمنحها أكثر من مساحة جلد ثور، فقبلت عليسة ذلك أمام دهشة مرافقيها، إلا إن الأميرة كانت تضمر خطة ذكية ستمكنها من بلوغ غايتها وهي تأسيس واحدة من أشهر المدن عبر التاريخ: مدينة قرطاج. قامت عليسة بقص جلد الثور إلى أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف بهضبة "بيرصا" (قرطاج بيرصا حاليا)، ورأى الملك ذكاء عليسا فأعجب بها وطلب منها الزواج، وتقول الأسطورة أنه لما كانت الأميرة عازمة على البقاء وفية لذكرى زوجها وخوفا من أن يجلب رفضها دمارا للمدينة آثرت الانتحار محافظة بذلك في الوقت نفسه على عهدها لزوجها وعلى المدينة التي أسستها".
عزيزي رابح، كم نحتاج من الوقت لنصل إلى عليسا، عفوا إلى قرطاج؟



[1] شعر نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق