(10)
اليوم الأخير
هذا هو
اليوم الأخير؟!
واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق[1]
واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق[1]
رفعت سماعة الهاتف،
اتصلت برقم غرفته، جائنى صوته متحشرجا، سألنى كم الساعة، أجبته السادسة، ثم التقينا
بعدها بربع ساعة على قارعة الطريق!
أعربت له عن سعادتى
الكبيرة لصحبته، لا سيما وأن هذا هو الصباح الأخير لي في المملكة، اتجهنا مباشرة
نحو صومعة حسان، تقمصت دور مرشد سياحي يعرف المكان جيدا، توقفنا عند كل ما توقفت
أمامه بالأمس، قرأنا " لمحات تاريخية" عن الصومعة، اقتربنا من سورها،
توقفنا عند حديقتها، والتقطنا لبعضنا صورا حرصنا أن تكون لها خلفيات تاريخية، ثم جلسنا
على حافة شاطئ نهر أبي رقراق!
تحدثنا حديثا لم يخل
من السياسة، أو إن شئت فقل كله سياسة، كانت نظرتنا للأحداث وتحليلاتها متقاربة، وجاءت
همومنا أيضا متقاربة، على الرغم من بعد المسافة بين بلدينا؛ فهو تونسى يمتهن مهنة
التدريس لمادة اللغة الألمانية، ويستعد لأطروحة الدكتوراة في مجال الدراسات
الإسلامية! الوضع في تونس أشبه به في مصر، هكذا أخبرنى، وأخبرته بأن الأسوأ عندنا!
مر من أمامنا مترو
المدينة قادما من الشاطئ الآخر، ورأينا الطيور تحلق فوق المياه، فتمنينا لو أن لنا
أجنحة لنطير مثلها، لا لشئ سوى أن نستمتع بمشهد القوارب الصغيرة الزرقاء، كل شئ
كان يدعوا للتأمل، كل شئ هنا جميل! رحم الله من قال:
إلهى شاقنى هذا الوجود ...
فذي الدنيا فما بال الخلود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق