السبت، سبتمبر 28، 2013

قليل من الإنصاف!



ولا تزال نبرات صوته وأصداء كلماته ترن في أذني، على الرغم من مرور وقت ليس بالقليل على لقاءنا بعد فترة غياب طويلة، حدثت فيها أحداث جثام، مات فيها من مات، وقتل فيها من قتل، واعتقل في من اعتقل، وظلم فيها من ظلم، ونال البراءة فيها من يستحق ومن لا يستحق! أما عن صاحبي  فلا يزال عقلى غير مدرك وغير مستسيغ لما قاله، ولا أزال أجهل التبريرات التى أسمعنيها، وما زلت لا أجد لها تحقيقا على أرض الواقع!
لقد قال صاحبي فيما قال: إن صورة مصر في عام حكم مرسي كانت مثالا للسخرية والتندر!
عدت إلى العام المنصرم فرأيت أن الزائرين الأجانب من سياح ووفود وأفواج لم ينقطعوا عن مصر، بل على العكس من ذلك فقد زادت نسبتهم عن أعوام سابقة بنسبة مقبولة!
ورأيت علاقات طيبة بجيراننا الحدوديين، ليبيا والسودان، ورأيت دفاعا عن إخواننا المحاصرين في غزة، ورأيت وقوفا في وجه الظلم الغاشم المتمثل في بشار الأسد، ورأيت ندية في التعامل مع إسرائيل وإيران وأمريكا، ورأيت زيارات عديدة إلى دول شرقية وغربية، ورأيت تحالفات مع قوى ناشئة ونامية مثل تركيا والبرازيل، وأكثر من ذلك أني رأيت طموحا وأملا!
ثم عدت إلى ثلاثة أشهر خلت هي عمر الإنقلاب حتى كتابة هذه السطور،  فرأيت سياحة متوقفة، ولا أثر لوفود تأتي إلينا، وإذا سافرت من عندنا وفود قوبلت بازدراء ورفض( المغنية شرين مثالا)! ورأيت اتحادا إفريقيا يعترف بدول مثل الصومال وبوركينا فاسو ولا يعترف بمصر، ورأيت أكثر من 150 دولة لا تعترف بما جرى، بل وتصر أن الرئيس الشرعي لها هو محمد مرسي، وتبعث إليه بالدعوات (دعوة حضور كأس العالم في البرازيل) ورأيت تدخلا في شئوننا من الأمريكان والسعوديين، وتطاولا من الإماراتيين والكويتيين. ثم رأيت الإنقلابيين يتركون هؤلاء المتطاولين ويتحدثون عن تونس لأن رئيسها نادى بالإفراج عن المعتقلين السياسيين كجزء من حل الأزمة!
إن مصر بعد الإنقلاب ليست هي بكل تأكيد مصر قبل الانقلاب، والسبب يكمن في الانقلاب نفسه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق