الثلاثاء، يوليو 18، 2017

عبدالرحيم حسن يكتب: ملخص كتاب الطريق إلى الامتياز للدكتور إبراهيم الفقي


أولا المقدمة:- الفرق بين الهدف والرؤية:-
هناك فرق بين الهدف والرؤية، فالرؤية هى نهاية الطريق، ومعظم الناس ينظرون إلى نهاية الطريق على أنه هو الهدف، ولكن الهدف هو جزئيات الرؤية، والأهداف هى خطوات الوصول إلى الرؤية، فأول طريق إلى الإمتياز هو أن تعرف الرؤية، وتجزئ الرؤية إلى أهداف، بحيث أن يأخذك كل هدف إلى الهدف الذي يليه، وكل هدف يأخذك إلى الرؤية.
ثانيا الملخص:-
يرى الكاتب أن أول جذور الامتياز هو الارتباط بالله، ويشتمل الارتباط بالله على ركائز، والتسامح أولها، فيجب مسامحة الناس جميعاً، والتسامح يكون لله عز وجل وليس للناس، وهذا بينك وبين الله سبحانه وتعالى، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم .. إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم .. لو بلغت ذنوبـــــك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم .. إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" فإن الله يغفر ويسامح، فهل من المعقول أن لا يسامح الإنسان؟
وجاء الحب في الله ولله ثاني هذه الركائز؛ لأن الله يحب المتحابين فيه، فقد روى الإمام مالك عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تبارك وتعالى ((وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ))، فماذا تريد بعد حب الله سبحانه وتعالى لك؟ وثالث ركيزة هى العطاء بغير شروط دون انتظار مقابل، ويجب أن نحمد الله عندما يختارنا لقضاء حوائج الناس ومساعدتهم.
ورابع ركيزة هى الإيمان بالله، فالمؤمن لا يسرق، ولا يكذب، ولا يخون، ولا يظلم، ويتقرب إلى الحق دائماً، وأخلاقه طيبة، وتأخذنا الأخلاق إلى ثلاثة عناصر مهمة، هما:
التعاطف: بالتعاطف تصبح متواصلاً مع الناس.
التبسم: يسترخى الجسم كله بالابتسامة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
العفو: أعفُ عند المقدرة؛ فبمجرد أن تجد نفسك تقدر على إنسان إذن فالله عز وجل وضعك في اختبار.
وعند الوصول إلى الإيمان تصل إلى الطاعة دون أن تشعر، وتنقسم الطاعة إلى قسمين، هما:
فعل المأمور: أي فعل كل ما أمر الله عز وجل به، من صلاة وصيام وصدقة وحج ... إلخ تلك الطاعات.
ترك المحذور: أي الابتعاد تماماً عن كل ما نهى الله عز وجل عنه، فقد نهانا عن السرقة والزنا وشرب الخمر وكل مساوئ الحياة بما فيها التدخين، فابتعد عن التدخين، لأنه من أسوأ المساوئ التي اخترعها الإنسان لتدمير نفسه، فالتدخين فيه عذاب الدنيا، وعذاب القبر، وعذاب يوم الدين قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:  (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيمَ أفناه وعن علمه فيمَ فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه).
 ويرى الكاتب أن التوكل على الله من أهم هذه الركائز إذ يقول: لقد أمرك الله سبحانه وتعالى بالأخذ بالأسباب ثم التوكل عليه، قال سبحانه وتعالى:  (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
 وننتقل بعد ذلك إلى التفاؤل، لا يمكن للمؤمن أن يكون مؤمناً إلا إذا كان متفاءلاً بأن الله سبحانه وتعالى سيمنحه الخير، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
 الإخلاص والوفاء والصلاة والدعاء والذكر من هذه الركائز، فيجب علينا أن نخلص في عملنا ونوفي بعهودنا ونصلي فروضنا وندعي ونذكر ربنا، وكل هذه الأشياء طريق إلى الامتياز.


وقل اعملوا:-
إن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نكتشف قدراتنا اللامحدودة التي بداخلنا، ويريد منا أن نكتشف هذا العقل البشري الذي وهبنا إياه، وبعد وصف الجذور الأساسية في الطريق إلى الامتياز ينقص العمل، والجهاد، والكفاح، إن الارتباط بالله عز وجل يجب أن يكون ممزوجا بالعمل، وقد قال المولى       عز وجل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
ولقد أعطانا الله نعمة العقل من أجل أربعة أسباب رئيسية وهامة هى:
الاستدلال: فالبعقل يستطيع الإنسان أن يستدل على الخالق عز وجل.
المعرفة: وبذلك يكون السبب الثاني من خلق العقل هو المعرفة، فمن الاستدلال إلى المعرفة، ونحصل عليها من المرسلين والأنبياء فنعرف أن الخالق عز وجل  خلق كل شيء في هذا الكون من أجل الإنسان.
ومن الاستدلال إلى المعرفة، ومن المعرفة يأتي السبب الثالث في خلق العقل وهو:
المهارة: وهنا يصبح الإنسان ماهراً في استخدام العقل البشري، فينمو ويتقدم ويعرف من الأسباب والاختراعات وكيفية الدفاع عن النفس ما يؤمن له البقاء والمعيشة؛ فيزداد حباً وتعلقا بالله عز وجل  فمن الاستدلال إلى المعرفة، ومن المعرفة إلى المهارة، ومن المهارة إلى الابتكار:
الابتكار: وهنا يصبح الإنسان قادراً على الابتكار الرائع فكانت نتيجة هذا الابتكار هو صناعة الطائرات والسفن، وهذا التقدم العلمي والطبي، وهنا نجد المؤمنين يزدادون إيماناً وحباً وارتباطاً وإخلاصاً للمولى عز وجل.

·       استخدام العقل في التعرف على(الرؤية والغاية والغرض والأهداف)
الرؤية الواضحة: هى شيء يريده الإنسان أكثر من أي شيء آخر في حياته.
الغاية: بدون الغاية تصبح الرؤية ضائعة، ولكي يكون هدفك مستمراً في الزمن، ولكي تكون الرؤية واضحة تماماً فلا بد أن تكون مرتبطة بغاية.
الغرض: بدون الغرض لا توجد رؤية، وبدون الرؤية لا يوجد مورد للغاية، وبدون الغاية لا يوجد الغرض، فيجب أن تكون الرؤية ثم الغاية ثم الغرض.
الأهداف: هى السلالم التي يصعدها الإنسان درجة درجة كي يصل إلى القمة.

الفعل الاستراتيجي: عندما تقرأ عن السباحة وتزيد من قراءتك عن السباحة تصبح ماهراً تماماً في معلوماتك عن السباحة، وهذا لايعطيك الفرصة إطلاقاً لكي تصبح فعلاً سباحاً، ولكن يجب أن تسبح وهو الفعل.

هناك عوائق أساسية من الممكن أن تعوقك وتبعدك عن الطريق إلى الامتياز، وأسمها لصوص الحياة ولصوص التميز والنجاح، وأول لص هو الذي حلف بعزة المولى عز وجل أن يبعدنا عن الطريق المستقيم وقال: (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)، وهو الشيطان الرجيم.

الوعود الكاذبة هى اللص الثاني، فلا تعطي وعداً لأي إنسان إن لم تستطع أن توفي بوعدك، وتذكر ما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3))، وهذا مقت وكذب كبير عند الله سبحانه وتعالى.
ومن لصوص الطريق إلى الامتياز أيضاً الكذب، فلا تكذب على أي شخص في الحياة مهما كانت الظروف أو التحديات، فابعد الكذب عن  لسانك، ولا تكذب إطلاقاً.
ومن هذه اللصوص أيضاً عدم الصبر، فإن لم تصبر لن تنال أي شيء، وستصل إلى ما تريد في الوقت المناسب عندما يقرر الله سبحانه وتعالى أن هذا الوقت خير لك وأنه الوقت المناسب، لذلك يجب عليك أن تصبر، قال الله سبحانه وتعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
نحن نستمر في طريقنا إلى الامتياز لكي نصل إلى الإخوة الثلاثة وهم:
الالتزام: أن تكون ملتزما بهذا الفكر، وأن تكون قوياً في هذا الفكر، ولا تتركه إطلاقاً مهما كانت الظروف.
الإصرار: الإصرار يجعل الإنسان مصراًّ على الالتزام.
الانضباط: هو الاستمرارية؛ فالانضباط يزيد الإصرار قوة، والإصرار يزيد الالتزام قوة، ولذلك أسمهم الإخوة الثلاثة.

ثالثا الخاتمة:- عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالتطبع بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والرسل والأنبياء والصالحين، ثم عش بالكفاح، عش بالفعل، عش بالالتزام، عش بالصبر، عش بالمرونة، عش بالاستمرارية، عش بالحب والأمل، وأخيراً قدر قيمة الحياة.


أشكر الله العظيم الذي قدرني على تلخيص هذا الكتاب، وندعوا للكاتب الخبير ورائد التنمية البشرية (د. إبراهيم الفقي) بالرحمة والمغفرة، وأتمنى من الجميع قراءة هذا الكتاب والاستفادة منه.


عبدالرحيم حسن محمد فرج

هناك تعليق واحد: