عبده جمعه يكتب: ملخص كتاب المجددون في الإسلام ل
(أمين الخولي)
لما حُرِّفت اليهودية واعتراها الزيف والتزويير جاءت النصرانية
لإصلاح ما اعوج وما أفسدته بنو اسرائيل على أنفسهم، فجاءت النصرانية بقيم وارشادات
لتهذيب النفس البشرية، ثم بعد مرور الزمان تعلّق بالنصرانية علائق التزوير
والتحريف لدين الله عزوجل ونسبوا إلى الله الولد وأشياء لا تليق به سبحانه، ثم شاء
الله عزوجل أن يمن على البشرية جمعاء ويرسل إليها رسولا خاتما بدين جديد، هدفه
الأسمى هو التجديد، حتى يكون منهاجا مستقيما للبشرية كلها، فأصل رسالة الإسلام هو
التجديد للأديان السابقة، إذ أن كل الأديان أساسها واحد، ولكن مع طول الزمان وتغير
الأفهام يكون التجديد هو السمة الأساسية للناس لأنه ثمة ضرورة حتمية لمسايرة فروع
الدين والدنيا حتى يتناسب ويتناغم مع كافة البشر فى جميع أنحاء العالم وهذه هى رسالة
الإسلام كما قال الله عزوجل (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر
الناس لا يعلمون) وبهذا تسلم عالمية الإسلام من تنطع المتنطعين وتحجر المتحجرين
حتى يكون الدين مائدةً عامرةً لكل الأفهام ولكل العصور مهما اختلف الزمان والمكان.
انطلاقا من
حديث الرسول الأعظم والنبى الخاتم صاحب رسالة التجديد للبشرية (إن الله يبعث لهذة
الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها) من هنا بدأ الشيخ أمين الخولى فى كتابة هذا الكتاب الذى بين
أيدينا مستعينا بكتب الأقدمين مثل كتاب ( التنبئة بمن يبعثه الله على رأس المائة)
للإمام جلال الدين السيوطى، وكذا كتاب بغية المقتدين للشيخ المراغي رحمهما الله
تعالى.
ويسير المؤلف
ويبسط قلمه مُبدعاً موجزاً مطنباً بسهولة وعذوبة فى الألفاظ متحدثا كيف يكون
التجديد وأننا بحاجة ماسة إلى التجديد فى مناحي العبادات والمعاملات، وذكر على
سبيل المثال فيما يُسمى بــ (صلاة الخوف)، وهذا موجود فى كُتب الفقه، يقول فمثلا
على سبيل التجديد فلنسميها بــ ( صلاة القتال، أو صلاة الحرب) لأن كلمة الخوف
تتنافى مع روح الجندية ومع رفعة وشُمُوخ الإسلام، ثم يستعرض آراء العلماء فى التجديد، وكيف يكون التجديد؟؟، وما
هى شروط التجديد؟؟ وماهى المعايير التى عليها يكون العالم مجدد فعلا لهذة الأمة . وثمة حركة تجديد تظهر فى شبه الجزيرة العربية على يد الشيخ محمد
بن عبدالوهاب، وكذا أيضا حركة فى مصر على يد الإمام جمال الدين الأفغانى وتلميذه
فضيلة الإمام محمد عبده، ومن بعدهما الشيخ محمد رشيد صاحب تفسير المنار، ثم فى الختام يعرض الشيخ أمين الخولى أسماء المجددين الأوائل
للقرون الأولى وذكر على حسب الترتيب الموجود فى كتاب (التنبئة ) المجددين كالتالي:-
1. الخليفة الأموي عُمر بن عبدالعزيز(101) هـ، وذكر
المقومات التى كان بها حقا المجدد الأول لهذه الأمة باتفاق العلماء، وذكر الشيخ
أمين الخولى سمات أمير المؤمنين كمجدد، وبروز شخصيته التجديدية.
2. الإمام الشافعى (204) هـ، قال الإمام أحمد بن
حنبل: أتمنى أن يكون الشافعى هو المجدد لهذه الأمة على رأس المائة الثانية.
3. الإمام ابن سريج (306) هـ ، وهو إمام من أئمة
الشافعية، وقد كان إماماً مطلقاً، ولقبوه بالشافعى الصغير، وأيضا لقبوه بالباز
الأشهب فى الفقه.
4. الإمام أبو سهل الصعلوكي (369) هـ، وينتهى نسبه
إلى الإمام أبى حنيفة النعمان، ويعرض المؤلف بعض مناحى التجديد عند هذا الإمام
الجليل
.
5. الإمام أبو الحسن الأشعرى (224) هـ ، وهذا الإمام له باع تجديد
فى العقيدة ، وحوله كلام إلى هذا الزمان ، ويعرض المؤلف له بعض عوامل التجديد
بطريقة رائعة ومبدعة، وكيف أن الإمام وقف موقفا وسطا بين الفرق والمذاهب الإسلامية
المتناحرة.
6. الإمام الباقلانى (403) هـ ، وقد يُذكر اسمه باسم القاضى أبى
بكر الأشعرى، وكان من المالكية، وكان من أعرف الناس بعلم الكلام، وعُرف بغزارة
علمة ولباقته فى المحاورة، وله من المواقف الرائعة مع أعداء الإسلام، وكيف كان
يقارعهم بالحجة والدليل والمنطق وربما الفلسفة.
الكتاب يحتوى على 177 صفحة، هذا الكتاب هو ملخص متواضع للجزء
الأول، وحضراتكم على موعد مع تلخيص الجزء الثانى بمشيئة الله عزوجل.
هذا الكتاب
أنصح بقراءته، ففيه كنز وفير من المعلومات عن التجديد والمجددين وآليات التجديد فى
العصر الحديث .
أول المجددين في العصر الحديث هو الإمام شيخ الإسلام محدث الديار الهندية شاه ولي الله الدهلوي رحمة الله عليه وليس محمد بن عبد الوهاب ولا محمد عبده.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأريد نسخة من الكتاب لو سمحتم
ردحذف