الأحد، سبتمبر 13، 2015

ملخص كتاب "الذاكرة" لجوناثان كيه فوستر





ندى إبراهيم تكتب: ملخص كتاب "الذاكرة" لجوناثان كيه فوستر.


جوناثان كيه فوستر هو عالم وأستاذ في مجال علم النفس العصبي السريري وعلم الأعصاب السلوكي، ويشغل كثيرا من المناصب في الوقت الحالي من بينها زميل أبحاث أول في علم الأعصاب المعرفي بجامعة إديث كوان بأستراليا، وأستاذ أبحاث في علم النفس العصبي بجامعة غرب أستراليا، ولديه عيادة طبية قائمة تقدم استشارات لمرضى فقدان الذاكرة ومن يعانون أنواعا أخرى من الخلل الإدراكي.
 هذا الكتاب من أفضل الكتب التي قمت بقراءتها؛ فهو يعرض آخر الأبحاث التي أُجريت في علم النفس وعلم الأعصاب، ويقوم الكاتب أيضا في هذا الكتاب بكشف اللثام عن كيفية عمل الذاكرة، وكيف لا يمكننا العيش بدونها، بل يوضح سبل زيادة قدرتنا على التذكر. يعرض الكاتب في هذا الكتاب الإجابة عن عدة أسئلة بطريقة رائعة وهي:
1.     لماذا نتذكر في بعض الأحيان أحداثًا من طفولتنا وكأنها وقعت بالأمس ولا نتذكر ما فعلناه الأسبوع الماضي؟
2.     ماذا يحدث عندما تتدهور الذاكرة؟
3.     كيف تُخزَن الذكريات في المخ وكيف تتغير الذاكرة مع التقدم في العمر؟
4.     ما مدى سهولة أن يتلاعب الآخرون بذكرياتنا؟
 أوضح الكاتب آراء عديدة للعلماء عن الذاكرة، وأوضح في الفصل الأول بعض السمات المشوقة لها، وعرض أفكار لعلماء عن الذاكرة مثل: فكر إيبنجهاوس، وفكر بارتليت. ففِكر إيبنجهاوس: أنه قام بحفظ 169 قائمة منفصلة لثلاثة عشر مقطعا عديم المعنى. كان كل مقطع يضم لفظات ثلاثية الأحرف (عديمة المعنى) مؤلفة من ساكن ومتحرك وساكن مثل:PEL. وأعاد إيبنجهاوس حفظ هذه القوائم بعد فترة انقطاع تراوحت من21 دقيقة إلى 31 يوما وكان مهتما بشكل خاص بمدى النسيان الذي حدث له خلال هذه الفترة الزمنية مستخدما مقدار الوقت الذي استخدمه لإعادة حفظ القائمة كمقياس للكم الذي نسيه، وقام بتسجيل ما لاحظه من هذا العمل، ونُشِر كتاب إيبنجهاوس الكلاسيك في هذا المجال بعنوان "عن الذاكرة"عام 1885.
يضم هذا العمل العديد من أعمال إيبنجهاوس الخالدة في أبحاث الذاكرة.  فِكر بارتليت: يتمثل ثاني أعظم مناهج أبحاث الذكرة في أعمال فريدريك بارتليت التي أجراها في النصف الأول من القرن العشرين أي بعد إيبنجهاوس بعدة عقود.
في كتابه"التذكر" المنشور عام 1932 تحدى بارتليت فكر إيبنجهاوس، وقد طرح سؤالا مهما: كم عدد الأشخاص الذين يقضون حياتهم في تذكر المقاطع عديمة المعنى؟ على النقيض من إيبنجهاوس الذي حاول حذف المعنى من مواده الاختباريه. ركز بارتليت على العكس؛ أي على المواد التي تحمل معنى ، وتحديدا المواد التي نحاول أن نفرض عليها معنى ما.  وكانت في أعمال بارتليت الذاكرة ليست نسخة حقيقية من العالم، على عكس أقراص الفيديو الرقمية. وفي واقع الأمر،يصف((المنهج البنائي)) الذاكرة بأنها مزيج من مؤثرات العالم، وأفكار المرء الخاصة وتوقعاته.  وأوضح الكاتب أن دراسة الذاكرة اليوم تتضمن أعدادًا أكبر من المشاركين مقارنة بمن خضعوا للتجربة في الأبحاث السابقة التي أجراها إيبنجهاوس و بارتليت، اللذان ركزا غالبًا على الدراسة التفصيلية للحالات الفردية، بمن في ذلك في حالة إيبنجهاوس إيبنجاوس نفسه!  أوضح الكاتب منطق الذاكرة حيث أنه أي نظام ذاكرة فعال سواء أكان مسجلاً سمعيًا أو مرئيًا، أو القرص الصلب في حاسوبك ، أو خزانة ملفات بسيطة يجب أن يجيد القيام بثلاث مهام

1.     تشفير معلومات أي استيعابها أو اكتسابه
2.     تخزين هذه المعلومات أو حفظها بدقة
3.     استرجاع هذه المعلومات المخزنة أو الوصول إليها.
وأوضح أنه إذا استخدمنا تشبيه خزانة الملفات، فإنك أولًا تضع مستندًا في مكان معين،ثم تحفظ هذا المستند في هذا المكان،وعندما تحتاجه فإنك تذهب لاستعادته من خزانة الملفات، واذا لم تكن تملك نظام بحث جيًا، فلن تستطيع إيجاد الملف بسهولة. وهكذا فإن الذاكرة لا تنطوي فقط على استيعاب المعلومات، وتخزينها، ولكنها تنطوي كذلك على القدرة على استرجاعها أيضًا، ويجب أن تجيد جميع المكونات الثلاثة للعمل معًا لكي تمارس الذاكرة دورها بفاعلية.  وأوضح الكاتب أيضا في هذا الكتاب العديد من الأبحاث في العصر الحديث حول الذاكرة، وكانت طريقة سرده للمواضيع في هذا الكتاب رائعة، ويقوم بطرح الأسئلة للقارئ حول بحث معين لكي يقوم بتوصيل الفكرة إليه بكل سهولة ويسر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق