الأحد، مارس 02، 2014

الأحكام المسبقة وباسم يوسف!



يظن الإخوانيون – وبعض ظنهم إثم- أن باسم يوسف كان عاملا أساسيا في التعجيل بسقوط نظام الإخوان، وأظن- وبعض ظنى إثم- أن باسم يوسف كان ومازال وسيظل عاملا أساسيا في تثبيت أي نظام، مالم يتدخل العسكر في إسقاطه!
العسكر وحده هو من أسقط نظام الإخوان، كما أسقط نظام مبارك من قبله،  هكذا أثبتت الأيام، وانكشفت معها الأحداث، وظهرت فيها النوايا، ومن يرى غير ذلك فهو إما معاند أو مكابر!
وأعود إلى باسم يوسف، ذلك الرجل الذي نال من الأوصاف التى تؤهله للحصول على المرتبة الثانية بعد الرئيس مرسي في الإستهزاء والسخرية؛ فقد أطلقوا عليه: سوسته، الأرجوز، الديوث، العميل، الأمنجي، قليل الأدب. ذلك الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في اختراق المحرمات، وتجاوز الخطوط الحمراء، وفتح الملفات العصية على الفتح. الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في النقد والسخرية، نقلة نوعية بوعي وقصد وحرفية!

جاء باسم يوسف ليزيح الستار عن المسرحيات الهزلية الخالية من أي منطق والتى تدور أحداثها في أروقة المؤسسات الحكومية، ويديرها مسؤلون وإعلاميون ومشايخ ورجال دين. ظهر هذا الأمر جليا عندما حكم الإسلاميون مصر، عندها راح باسم يوسف يعمل على نقد أحاديثهم، وتفنيد خطبهم، وإظهار تطرفها وتطرفهم، وإثبات تضاربها وتضاربهم. عندها ثار الإسلاميون وأتابعهم، واتهموه بعدائه الشديد للدين، ونيله من الثوابت الدينية المقدسة، في حين أنه كان يعمل على تثبيت دعائم حكمهم وإظهارهم بمظهر الديموقراطيين المؤمنين بالحريات، ويكفيه محاولاته الجادة بتقديمهم للعالم على  هذا النحو، وأرى الآن- لا سيما بعد الانقلاب- أن النظرة العدائية لباسم يوسف من قبل الاسلاميين قد تغيرت كثيرا وخصوصا في الوقت الذي  بدأ فيه بمهاجمة من هم في السلطة الحالية من نقد أحاديثهم، وتفنيد خطبهم، وإظهار تطرفها وتطرفهم، وإثبات تضاربها وتضاربهم.
كان هذا فيما يتعلق بأعداء الأمس( أصدقاء اليوم)  من الإسلاميين، أما أعداء اليوم (أصدقاء الأمس) من الديموقراطيين والليبراليين وأنصار النظام السابق، فالشواهد باتت كثيرة على أنهم لم يعودوا يطيقون برنامجه؛ ورأينا كيف ثارة ثورتهم وجن جنونهم عندما بدأ يهاجم رموز ثورتهم (الجديدة نوفي)، الأمر الذي أدى إلى منع البرنامج من الظهور لعدة أشهر، حتى استطاع باسم يوسف أن ينتقل ببرنامجه إلى قناة أخرى.
وبين هؤلاء وأولئك يوجد من هم لا يزالون يشككون في مصداقية باسم يوسف ظنا منهم- وبعض ظنهم إثم- أنه يرواغ، وينتقى المواضيع والأحداث – على كثراتها- ولا يقترب من مواضيع بعينها مثل: تجاوزات الشرطة، وقتل المتظاهرين السلميين، واعتقال الأطفال والنساء، وغير ذلك من الأحداث التى لا تنتهى في مصر. وهل تستطيع حلقة مدتها ساعة ونصف من معالجة كل هذه الأحداث؟!

بقى لي أن أٌذكِّر بأننا ما نزال في بداية الطريق، نمشي ببطئ، وتتعثر خطواتنا، ونقع، ثم نكرر الأخطاء، ونتهم الآخرين بأنهم هم من أوقعونا فيها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق