الأربعاء، مارس 26، 2014

متستشيخلناش



 
مثلك عزيزى القارئ توقفت أمام هذه الكلمة (متستشيخلناش) عدة مرات، ثم عاودت قراءتها (متستشيخلناش) عدة مرات أخر، حتى استطعت فك رموزها وفهم مقصود صاحبها منها، وبعد أن فهمت معناها(متستشيخلناش)  تيقنت أنها ليست مجرد أحرف رصت بجوار بعضها البعض من دون قصد أو هدف، بل هي كلمة لها معنى ولها مدولول (متستشيخلناش)، فهي أقرب ما يكون إلى جملة مركبة من عدة  كلمات من العامية المصرية! (ما تستشيخ لناش)

وبداية القصة ونهايتها وقعت في الميكروباص، وبالتحديد في مقعد السائق، وبالتحديد أكثر على ظهر المقعد، حيث وقعت عيناي على تلك الكلمة الغريبة الصعبة (متستشيخلناش)! وللوهلة الأولى أحسست أننى المعنّى بها، فقد كنت أحمل في يدى مصحفا، أرتل آياته في صمت، بعيدا عن ثرثرات الركاب، وزفرات السائق وشهقاته ومن ثم شجاراته! ترى هل أنا المقصود؟

قضيت نصف عمرى أو يزيد متنقلا بين الميكروباصات، قرأت باهتمام تارة، وباستخفاف تارة أخرى، معظم ما كتب على جوانبها أو سطر على مقاعدها، بدءا من (ما تبصليش بعين ردية، شوف اللي اندفع فيا) مرورا بـ (يا تعدي يا تهدي... أنا ماشي على قدي) وصولا إلى (طريق السلامة يا أبو رنا)، إلا أن هذه الكلمة (متستشيخلناش) وقعت منى موقع الرهبة والأسى!

الكلمة موجهة بالأساس (ربما) إلى أصحاب اللحى الطويلة والجلباب القصير، أو إلى أولئك الذين تزعجهم أغاني الميكروباص، فيصيحون في السائق أن اخفض من صوت الكاسيت، أو استبدل أغانيه بقراءة القرآن! أو إلى أولئك الذين ينهونه عن التدخين أو ينصحونه بالالتزام بآداب الطريق! إذن: فلست أنا المقصود!
ورحت أفكر في السر من وراء هذه الكلمة، وتساءلت: ما الذي دعى السائق أن يكتبها؟ أإلى هذا الحد قد سئم النصيحة؟ أم تراه قد سئم الناصحين! وهل هو وحده من بات يجهر بها أم أن هناك من بدأ يشاركه الرأى والرؤية؟! ترى من المسئول؟! أم إن الأمر لا يحتاج؟ أم ترانى قد أخطأت في فهم المقصود؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق