قطعنا الممر إلى نهايته حيث باب الخروج، وعند الباب انحرفنا يسارا
فكانت غرفة رئيس القسم، نهض الرجل من كرسيه ومد يده ليحيني، أجلسني باحترام مبالغ
فيه، سألني إن كنت قد تعرضت لمضايقات من أي نوع، لم أرد، كان الرجال يرمقونني!
سألني رئيس القسم عن اسمي وعن جنسيتي وعن الهدف من وراء زيارتي تونس،
أجبته بأنني أعمل في جامعة الأزهر، وقد تلقيت دعوة لحضور مؤتمر دولي في سوسة، ولما
انتهت أعمال المؤتمر جئت إلى تونس لزيارة صديق.
كان الرجل ينصت إلى في اهتمام، ثم طلب مني إثباتا لما أقول، أخرجت له
دعوة المؤتمر فلما قرأها تغيير لون وجهه ثم نظر إلى الشرطي نظرة توبيخ وقال: لماذا
تصرون على إحراجنا؟!
في هذه اللحظات عادت إلي روحي من جديد، أحسست أن انفراجة ستأتي، نظرت
إلى رئيس القسم وسألته: وماذا أنتم فاعلون بي؟
-
لا شئ، سنحرر محضرا بالواقعة وستنصرف مشكورا.
-
أي محضر، أنا لم أفعل شيئا.
-
لا تقلق، هذا إجراء روتيني.
أخرج رئيس القسم ورقة وقلما، ثم راح يخط بيمينه كلمات ملأت نصف صفحة،
مد يده بالقلم كي أوقع أسفل المحضر، قلت له: عفوا هلا قرأت لى المكتوب!
كان المحضر عبارة عن وصف لما جرى لي من أحداث، وكانت عبارة "غير
مدان بشئ" هي الأهم بالنسبة لي.
وقعت على الورقة، ثم طلبت من رئيس القسم طلبا رآه غريبا، قلت له أريد
أن ألتقط معك صورة، كنت أريد أن أوثق هذه الواقعة حتى إذا ما استوقفني أحدهم مرة
أخرى أخرجت له هذه الصورة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق