طلبت منهم أن يعاملوني بشئ من الاحترام، فرفعوا أيديهم عني وتركوني أسير بينهم
في هدوء، وصلنا إلى مركز للشرطة مكتوب عليه "قسم شرطة شارل ديجول"،
دخلنا ممرا طويلا مظلما إلى نهايته، ثم انحرفنا يمينا في حجرة صغيرة بها نافذة
واحدة ضيقة، كانت علامات التوتر تلف المكان لفا، وكادت تخنقني.
-
ما الذي جاء بك إلى تونس، ولماذا قمت بتصوير
محطة القطار؟سأل الشرطي.
-
جئت لحضور مؤتمر في سوسة، وعندما انتهى
المؤتمر... وسمعت نغمة هاتفي ترن، نظرت
إلى الشرطي وأشرت إلى الهاتف وقلت: هل أرد؟ أجاب بإيمائة من رأسه أعقبها بقوله: رد!
كان الإسم المكتوب على الشاشة "منير
تونس"، أين أنت يا منير، لماذا تركتني وحدي، حسنا فعلت أن اتصلت الآن، ولكني
لا أسمعك جيدا، أنا في مركز شرطة شارل ديجول، هل تسمعني؟ انقطع الاتصال.
أردت أن أعيد هاتفي مكانه في جيبي، إلا أن شرطي
آخر أخذه مني وجلس على كرسي بجوار الباب وبدأ يعبث فى محتوياته!
-
لم تجب، لماذا قمت بتصوير محطة القطار؟ سأل
الشرطي.
-
لم أعرف أن تصوير محطة القطار ممنوعا، وعلى كلّ
فيمكننى حذف الصورة.
وسمعت نغمة هاتفي تعلن عن اتصال جديد، مدّ
الشرطي يده بالهاتف كي أرد، كان رقما أرضيا، أعرفه، إنه للسفارة الألمانية بتونس
حيث تعمل أروى. لم تسمعني أروى ولم أسمعها، كانت الإشارة ضعيفة جدا، وكنت متوترا.
-
لماذا قمت بتصوير محطة القطار؟ أعاد الشرطي نفس السؤال.
هممت أعيد على مسامعه نفس الإجابة إلا أن رجلا آخر دخل الغرفة مشيرا
إلينا أن نتبعه، قلت له إلي أين؟ أجاب: رئيس القسم يريدك.