أما
عن النشيد الوطنى المغربي والذي يسمى "النشيد الشريف" فهو عبارة عن قصيدة
من تأليف الشاعر المغربي على الصفلى الحسينى وللنشيد قصة غريبة، إذ أن المملكة لم يكن لها بعد الاستقلال
سوى لحن موسيقى من دون كلمات، وحين تأهل منتخب كرة القدم المغربي لكأس العالم
بالمكسيك، أمر الملك الحسن الثاني بكتابة نشيد وطنى مع الحفاظ على نفس اللحن، وبعث
به إلى اللاعبين كي يرددوه أثناء عزف النشيد، وكلماته كالتالي:
منبت الأحرار، مشرق الأنوار
منتدى السؤدد وحماه، دمت
منتداه وحماه
عشت في الأوطان، للعلى عنوان
ملء كل جنان، ذكرى كل لسان
بالروح، بالجسد، هبَّ فتاك، لبَّى
نداك
في فمي وفي دمي هواك ثار نور
ونار
إخوتي هيا، للعلى سعيا
نشهد الدنيا، أن هنا نحيا
بشعار الله الوطن الملك
وأردنا أن نفتتح
المملكة بزيارة مسجدها الأكبر مسجد الحسن الثاني، وهو أهم معلم في المدينة، وقد
يكون أهم معلم من معالم المغرب، ودفعنا
لكل تاكسي ثلاثمائة درهم، وهو مبلغ مبالغ فيه كثيرا مقارنة بسعر التاكسي في مصر
لنفس المسافة، إذ إن المسافة التى قطعناها من المطار وحتى المسجد أقل من المسافة
التى نقطعها من مطار القاهرة إلى التحرير، وهي تقدر بمائة جنية، والدرهم المغربي
يساوى الجنية أو يقل عنه قليلا !
(4)
"وكان عرشه على
الماء"
يقال أن
المغاربة وملوكهم كان لديهم أمنية وحيدة أرادوا تحقيقها، وهي أن يكون لديهم أكبر
مسجد وأطول منارة "صومعة" في العالم، حتى تلتفت إليها أنظار القادم من
المتوسط، ويهتدى بها الوافد من الأطلسى، وفي عهد الموحدين، بُنيت صومعة حسّان في الرباط، وشيّد جامع
الكتبية في مراكش، ثم جاء عهد العلويين وبالتحديد عهد الملك الحسن الثاني ليبنى ثاني
أكبر مسجد في العالم بمنارة تُعد أعلى منارات العالم على الإطلاق بارتفاع بلغ "
210م ". وقد أمر الملك الحسن ببنائه سنة 1986، وفي الحفل الذي أقيم لوضع حجر
الأساس ذكر الملك الأسباب التى دفعته لتشييد هذا المسجد حيث قال:
" أريد أن
يشيد على حافة البحر صرح عظيم لعبادة الله، مسجد تهدي مئذنته جميع السفن القادمة
من الغرب إلى طريق الخلاص، الذي هو طريق الله ... أريد أن أبني المسجد على الماء،
كما أردت أن يكون المصلي فيه والداعي والذاكر والشاكر والراكع والساجد محمولا على
الأرض، ولكنه أينما نظر يجد سماء ربه وبحر ربه."
وصلنا أمام المسجد في
حوالى الرابعة عصرا بتوقيت المملكة، السادسة بتوقيت القاهرة، وكانت السماء صافية
من أية غيوم، وحمل هواء البحر إلينا نسمة باردة اضطرتى أن أرتدى الجاكت، ونظرت
أمامي فإذا بساحة كبيرة على مد البصر ترتفع عند غايتها مئذنة شاهقة الارتفاع تقف
في شموخ وعزة، عبرنا الشارع ودخلنا من بوابات من دون أبواب، عن يميننا يقع متحف
مسجد الحسن الثاني وعن شمالنا تقع المكتبة الوسائطية، ولا أعرف ما المقصود
بالوسائطية!! وسرنا قرابة المائة متر حتى اقتربنا من الباب الرئيسي للمسجد، وكان
مغلقا.
أخبرنا بعضهم بأن
المسجد سيفتح أبوابه عند الخامسة وخمس دقائق، فتجولنا في الساحة وسرنا حتى اقتربنا
من شاطئ الأطلسي، فأخذنا نلتقط بعض الصور، وحرصنا أن يكون المسجد خلفية لها. ولما
حان وقت أذان العصر سألنا عن المراحيض، وعلمنا أنها تحت الأرض، ووصلنا إليها عبر
ممر عريض، جدارنه مغطاة بفسيفساء زرقاء، وما أن اقتربت من مكان الوضوء حتى تسمرت
قدامى لوقت لم أتبينه، فقد رأيت المصليين يحملون في أيديهم جرادل صغيرة من الألمنيوم
يملؤنها من حنفيات المياة المتراصة بجوار بعضها البعض، ثم يحملوها داخل دورات
المياة. يا إلهى! ما هذا ؟ أكل هذه الفخامة والجلال ولا يوجد حنفيات داخل
الحمامات؟! لن أدخل الحمام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق