الأربعاء، فبراير 26، 2014

...أن يموت اللواء، أو يموت الشعب ، أو يموت المشير





كان يا مكان، يا سادة يا كرام، في سالف العصر والأوان، كان فيه أمير من الأمراء، مهووس جدا بالحمير.  كان بيحب الحمير حباً جما ، لدرجة إنه في أحد الأيام قابله حمارا في الطريق فأخده معاه إلى القصر، وراح يتأمل منظره البديع، ووجه الحمورى الجميل، وأذنية الطويلتين، وقوامه الممشوق، ثم فجأة قرر أن يمنح مكافئة مالية عظيمة لمن يستطيع أن يعلم هذا الحمار القراءة والكتابة!
وفعلا تم إصدار فرمان فورى بهذا الأمر، و نص الفرمان على ما يلى:
"فرمان من أمير أمراء البلاد بمكافأة مادية كبيرة لمن يستطيع تعليم الحمار القراءة والكتابة، وسيكون له شأن عظيم في المملكة"
  وتم تعميم الفرمان على المدينة بالكامل وعلى خارجها أيضا.
 وجاء رجل من أقصى المدينة يدعى جهماز. تحدث جهماز للأمير قائلا: مولاى،  أنا من سيعلم الحمار القراءة والكتابة!
فأجابه الأمير : وهل تعرف العقوبة إن لم تستطع تعليمه!
جهماز : أعرف يا مولاى، ستقطع رقبتى!
الأمير : حسنا، و كم من الوقت ستحتاج لتعلمه القراءة والكتابة؟
جهماز: يلزمني عشر سنوات، وعندها سيكون لديك حمارا فهيما عليما بكل شيء، وتستطيع أن تتحدث معه ، وأن يكتب لك أيضا!
الأمير : إذا سأخصص لك ما تريد من الشراب والطعام والإقامة!
وانصرف جهماز باسما، فلما سأله أصدقائه عن الورطة التى وضع فيها نفسه أجاب:  " لقد حددت للأمير عشر سنوات، ومن يدرى،  فإما أموت، وإما يموت الحمار ، وإما يموت الأمير"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق