الكاتب : جوناثان
فرانزن
الناشر
: الهيئة المصرية العامة
للكتاب ـ ومتاحة بي دي إف
الرواية
حاصلة على جائزة الكتاب الوطنى عام 2001. الرواية ضخمة ، من 800 صفحة ! الرواية
محتاجة تركيز كبير، لإن الزمن فى الرواية متداخل بين الأحداث اليومية التى يعشها
أبطال الرواية وبين ذكرياتهم القديمة، فمحتاج تركز لتعرف الكاتب بيتكلم عن أي زمن.
لدينا
الزوج (ألفريد) رجل فى حدود 60 مصاب بالعته والتبول اللاإرادى ومتلازمة باركنسون
واكتئاب، وكان يعمل مهندس فى سكة حديد، استثمر أمواله بشكل خاطئ وتنازل عن حقوق
ملكية أختراع كان سيدر عليه الأموال الطائلة، بسبب تعنته وعناده وسلوكه الفظ الذى
كان يُنفّر منه أبنه (جارى) وابنه (شيب) وابنته (دينس) وزوجته (آنيد)التى كانت فى
اشد الحاجة لحبه وحنانه اللذان لو كانا موجدان لكانت تحملت مرضه ومشاكله الصحية
التى لا تنتهى
لدينا
الأبن جارى المتزوج ولديه ابنائه الذين فشل فى تربيتهم بشكل جيد، وزوجته التى تكره
أمه، وهو نفسه الذى يقف على مشارف الاكتئاب، وتأتى الأزمة المالية الأمريكية
وانهيار البورصة لتكتمل الصورة السوداء فى حياته.
لدينا (شيب) الأبن الأكبر الذى يفشل فى كل عمل، شهوانى من الطراز الأول، وتارة يعمل فى النصب وتارة يخون زوجة مديره، وفى كل الأحوال ـ مثله مثل باقى العائلة ـ يبحث عن اللذة وانتهاز الفُرص
لدينا (شيب) الأبن الأكبر الذى يفشل فى كل عمل، شهوانى من الطراز الأول، وتارة يعمل فى النصب وتارة يخون زوجة مديره، وفى كل الأحوال ـ مثله مثل باقى العائلة ـ يبحث عن اللذة وانتهاز الفُرص
لدينا
(دينس) الفتاة التى تُحب العمل، وتعمل فى مطاعم مختلفة ولكنها سحاقية تارة، وتارة
تمارس الجنس مع مديرها واصدقائها فى العمل، ورغم ذلك لا تجد ذاتها ولا تشعر بأى
قيمة أو متعة أو استقرار.
وأخيراً
الأم (آنيد) التى تعاني من حالة زوجها المتردية، والتى تستلزم منها الصبر
والمتابعة المستمرة له والرعاية المُجهدة، وطوال الرواية لا يملك القارئ إلا
الشفقة عليها، فهى تنتظر “الكريسماس” منذ شهر 4 حتى يجتمع شمل عائلتها وابنائها
وتحظى بأى شكل من أشكال الحنان، ولكن حتى هذا اليوم نجد الشجار يتجدد فى منزل
العائلة. ضغوط من كل ناحية على الأم، لا زوج يمنح ابتسامة او معاملة طيبة طوال 40
سنة. وأبناء يعيشون فى ولايات بعيدة عنها ولا يأتون ولا يزورون ودائماً مُحملين
بالمشاكل والضغوط، وجيران يعيشون فى سعادة من حولها، وهى التعيسة التى وجدت فى
حبوب المخدرات راحة أخيرة لها.
التصحيحات
، كانت على صَدمَات متتالية للعائلة، صدمة طرد دينيس من عملها واكتشافها للوضع
المزرى الذى تعيشه أمها مع أبيها. صدمة (شيب) عند ابتعاد كل إمرأة حبها عنه وفشله
المروع فى عمله فى ليتوانيا وكاد أن يُقتل هناك. صادمة جارى مما يجرى له ودخوله
على مشارف الاكتئاب وانهيار البورصة وصناديق الاستثمار، صدمة آنيد عقب وفاة زوجها
آلفريد ومحاولتها النظر للحياة بنظرة مختلفة وبدأ تصحيح أوضاعها .
نحن أمام
عائلة من النموذج الأمريكي، الذى يسعى كل فرد فيه لنفسه، ولإشباع رغبته دون النظر
للقيم الأخلاقية والأهتمام بالآخرين والحرص على المبادئ الأخلاقية، من حُب وعطف
وصلة رحم وعطف ومودة إلخ إلخ. عائلة مُفككة كل شخص فيها لا يعرف حقاً ماذا يريد
ولا لماذا يعيش ولا يدرى متى نهاية كل هذا ، والأسوء أنه لا أحد يتعلم مما جرى
ويجرى له.
رواية
جميلة، يعيبها الإطناب فى وصف أشياء هامشية، واسهاب لا طائل من ورائه حول أشخاص
ثانوية فى الرواية، وبعض الأوصاف الغير دقيقة للأشياء وللأوضاع، وبعض التكلُّف فى
وصف الأحداث ومشاعر الأشخاص.
يعيبها
أيضاً استخدام المترجم لبعض الألفاظ العامية المصرية، وخاصة الألفاظ النابية، التى
كان من الممكن الاستعاضة عنها بكلمات فصيحة ك: عاهرة، او : الوغد. بدلاً من
الألفاظ البذيئة الصريحة.
يعيبها
ايضاً عدم وجود 4 صفحات فى أواخر الرواية، وهذه مشكلة وجدتها فى سلسلة الجوائز.
تجد أحياناً بعض الصفحات إما بيضاء أو غير موجودة ! لكن بشكل عام الصفحات الأربعة
فى الرواية كانت هامشية ولا تؤثر فى فهم سياق الأحداث.
الكثير
من الصبر والتركيز وستستمتعون بالرواية. انصح بقرأتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق