جميع من حولى كانوا في حالة كبيرة من
الاستنفار، وقد غطى وجوه معظمهم القلق، والخوف، والحيرة ، والتوجس، وفي لحظة تعالت
فيها طلقات الرصاص، وتصاعدت معها أدخنة الغاز القاتل، رأيت علي وجوههم احمرارا
واخضرارا وألوانا أخرى، وحدى – أو هكذا تخيلت- لم يصيبنى شئ من ذلك، بل على العكس
كنت أضحك، وأمزح، ولا أبالى!
وحدي – أو هكذا تيقنت- لم تحرك مشاعرى رؤية الدماء
المسالة على جباه الطلاب الفارين من معركة غير متكافئة، على أمل العثور على إسعافات
أولية تضمد جراحهم، أو هواء نقي يرد إليهم أرواحهم، أو شربة ماء تعيد إليهم حياتهم!
وحدى – أو هكذا ظننت- كنت أعيش في عالم آخر،
عالم استوى فيه الجميل بالقبيح، الخير بالشر، الجد بالهزل، الواقع بالخيال، العلم
بالعبث، والحياة بالموت!
وحدى – أو هكذا أشك- تمنيت أن أغادر هذا البلد من فورى، ولو إلى
الصومال!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق