الأربعاء، يوليو 13، 2016

عبد الوكيل أبورحاب يكتب:



نبذة عن كتاب "هكذا تحدث بن عربي" لمؤلفه الأستاذ الدكتور نصر حامد أبوزيد

ابن عربي

هو أبو عبدالله محمد بن محمد بن علي بن العربي الطائي من نسل حاتم الطائي،ولد بمدينة مرُسيه عام (1165م، 560 ه) وتوفي عام (1240م- 638ه). احتلت أسرته دائما مكانة مميزة سواء في الجيش أو الإدارة في عصر "محمد بن سعيد بن مردنيش" حاكم مرُسيه ،وبعد سقوط مرُسيه في يد الموحدين رحلت الأسرة إلي "أشبيلية" وكان وقتها في سن الثامنة، واستطاع الأب الإلتحاق بخدمة الموحدين كي يحفاظ للأسرة على مكانتها.


بدأ الاستاذ الدكتور نصر حامد أبوزيد (توفي عام 2010م_1431ه) كتابه "هكذا تحدث بن عربي" بمقدمة ذكر فيها تجربته مع الصوفية وعلاقته بالمتصوفين، فذكر قصة لأحد أصدقائه المتصوفين الذين رأو الرسول في المنام.
في الفصل الأول تحدث نصر حامد أبو زيد عن تحول الإمام بن عربي إلى الصوفية، وكيف ارتبط بها، كما تحدث عن طفولته ونشأته، وطريق الصوفية الذي وصفه الإمام بأنه عبارة عن تحول من الجاهلية إلى الولاية: "وكشف الله بصري وبصيرتي وخيالي فرأيت بعين البصر مالايبصر إلا به، ورأيت بعين الخيال ما لايدرك إلا به، ورأيت بعين البصيرة ما لا يدرك إلا بها". (ص31).
 هذا ولم يحدد العلماء أسبابا حقيقيه وراء ذلك التحول، ولكن الشيخ نفسه تحدث عن إرهاصات وعلامات حول ذلك مثل مقابلته للخضر والتي قال عنها: "وقد رأينا من رآه واتفق لنا في أمره شأن عجيب ، وذلك أن شيخنا أبا العباس العريني جرت بيني وبينه مسألة في حق شخص ما ولم أتلقاها بالقبول وتركته وذهبت فقابلت شخصا لا أعرفه، فسلم علي ابتداء سلام محب مشفق، فقال لي يا محمد صديق الشيخ أبا العباس فيما ذكره عن فلان وسمى لي الشخص فقلت له: نعم وعلمت ما أراد، فلما رجعت إلى شيخي أخبرني أنه الخضر ". ( ص47)
في الفصل الثاني تحدث نصر حامد عن رحيل بن عربي من الأندلس والمغرب بلا عودة، دون أسباب واضحه قد تكون الحروب التي حدثت في الأندلس، أو وفاة ابن رشد، أو تضييق الحكام على علماء الصوفية. كما تحدث كذلك عن أبرز مراسلات ابن عربي للأمراء وملوك الدول وتأثير خطابه فيهم.
في الفصل الثالث تكلم نصر حامد عن لقاءات ابن عربي بابن رشد فذكر أنهما التقيا أربع مرات، ثلاثة منها في حياة ابن رشد، والرابعة كانت عند نقل رفاته من "مراكش" إلى "قرطبة"، وبين أن اللقاء الأول كان بناء علي رغبة ابن رشد بعدما زاع صيت ابن عربي، وذكر ابن عربي ما دار بينهم من أحاديث ونقاط اختلافهم واتفاقهم في نقاط متعدده وحلول كل منهما لها مثل مسألة البرهان والعرفان.
في الفصل الرابع تحدث نصر حامد عن رسائل وكتب ومؤلفات ابن عربي، وفصّل الحديث عن كتابيه "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" وذكر أن بن عربي ادعى أن كتاب "فصوص الحكم" عبارة عن كتاب تلقاه من يدي الرسول في رؤيا كما أن كتبه لا تخضع للكتابات والتأليف العاديه، بل هي رؤي وإلهامات تلقاها من الله وأُمر بتبليغها للناس. (ص147)
في الفصل الخامس تكلم نصر حامد عن نظرية نشأة الوجود، وذكر أنها نظرية تتكون من ثلاث عناصر هي: التجلي الأسمائي، ومفهوم التجلي في النفس الإلهي، ومفهوم النكاح. وتحدث عن الأسماء الإلاهية ووظيفتها. (ص167)
في الفصل السادس وهو الفصل الأخير تحدث فيه نصر حامد أبوزيد عن الشريعة، ومعناها عند ابن عربي، والقوانين والأحكام المشتقة لتنظيم حياة الفرد المسلم،ومعناها الظاهري والباطني ،وأصولها ومنابعها،حيث ذكر لها اربع منابع وهي: الكتاب ،والسنه، والإجماع ،والقياس ،وتكلم عن الأركان الخمسة للإسلام وماذا تمثل في حياة المؤمن.
في الحقيقة أجد في الكتاب مدخلا جيدا لفهم نظريات ابن عربي لمن يريد التعمق في كلامه، ويفتح لي طريقا جديدا إلى إمعان النظر أكثر فيها؛ فطريقة الشيخ ومنهجة غريبان بلا شك على الكثيرين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق