الاثنين، يوليو 18، 2016

اسماعيل محمد يكتب:


نبذة عن كتاب خالد بن الوليد لمؤلفه الدكتورمحمد الصادق عرجون

محمد الصادق إبراهيم عرجون من مواليد مدينة إدفو سنة (1321ه ‏1903‏م)، تخرج من الأزهر الشريف عام ‏1929‏م، وتدرج في سلكة الأكاديمي حتى وصل إلى عمادة كلية أصول الدين سنة ‏1964‏م‏، كما عمل أستاذا في كل من: الكويت والسودان والجماهيرية الليبية والمدينة المنورة وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
ويتميز عرجون بكتاباته القوية والتي يصفهامحمد رجب البيومي "بالأسلوب الرجل‏، ففي أسلوبه ما في شخصيته من فحولة وشجاعة وقوة‏،‏ فلقد كان الأستاذ ذا حمية مخلصة وغيرة ملتهبة تلمسها في حديثه كما تراها في بريق عينيه وتوهج ملامحه‏".
توفي عرجون سنة ‏1981‏م وهو صاحب كتاب (محمد رسول الله تحقيق ورسالة) الذي أعادت نشره مجلة الأزهر، عدد شهر رمضان لعام 2016م.
ملخص الكتاب

قدم للكتاب الشيخ سيد قطب وأشاد به بقوله: "إنه يمثل طرازا من دراسة الشخصيات الإسلامية غير مسبوق". (ص 5)
وقد بسط المؤلف أول ما بسط في مقدمة كتابه منهجيته في نقد الروايات التاريخية والترجيح بينها وهي الأفضل على ما فيها من النسبيه؛ فمنهجيته تقتضي بعد نقد السند والمتن – وهو المشهور- أن ندرس شخصية المروي عنه - في حالتنا هذه خالد بن الوليد -  دراسة ممحصة فتعرف مكوناتها ومفاتيحها للتمكن من الوقوف على ما قد يتأتى منها وما يستحيل عليها ثم بعد ذلك دراسة الأجواء المحيطة بها لمراعاة ما قد يطرأ عليها من تأثير وفي ذلك يقول مقدم الكتاب سيد قطب :"أما سمة المنهج الذي سار عليه المؤلف فهي أن يبدأ برسم معالم الشخصية من أخبارها المحققة ثم يأخذ بعد ذلك في عرض سائر أخبارها على ضوء تلك المعالم الثابتة وفي غربلة هذه الأخبار وتنقيتها على ذلك الضوء. وفي ظل الموازنة والترجيح بين الروايات المختلفة ينتهي إلى إقرار بعضها مما تقره الموازنة ومما يتفق مع خطوط الشخصية المحققة وإلى استبعاد بعضها مما لا يثبت على التمحيص ومما يتجافى مع خطوط الشخصية الأصلية".
 ويقع الكتاب في 350 صفحة ويتكون من 14 فصلا أحاط فيها بسيرة خالد رضي الله عنه من نشأته ومكانته قبل الإسلام ثم إسلامه، ومكانته بعد الإسلام، وتقريب الرسول له، ثم بطولاته الحربيه وعبقرية التخطيط، ثم نقد ما ورد في كتب التاريخ والسير من روايات متعارضة، ثم الترجيح بينها موضحا أسباب ذلك. بعد ذلك تحدث عن دور خالد في حروب الردة، ثم حادثة خالد مع مالك بن نويرة وعن بطولته الخيالية في غزو الفرس والروم، ثم عن ما وقع بينه وبين عمر من حوادث مشهورة.
 في الفصل الثامن يأتي بعنوان أحدوثة مالك بن نويرة و يتحدث في الفصل التاسع عن موقعة اليمامة بين خالد ومسيلمة، أما الفصل الثاني عشر فهو بعنوان عزل خالد.
هذا وقد أفرد الشيخ فصلا كاملا للرد على رأي د. محمد حسين هيكل في خالد بن الوليد في كتابه حياة محمد، والخلاف الذي نشب بينه وبين عمر بن الخطاب، وكيف أنه (أي هيكل) كان انتقائيا ويدس السم في العسل.
 بعد ذلك فصل عرجون الحديث عن عزل عمر بن الخطاب لخالد عن الإمارة ثم عزله عن الولاية ثم عزله عن إدارة بعض أمور الجيش ثم عزله عن الجهاد نهائيا موضحا أسباب عمر في ذلك منها أنه خاف فتنة الناس بخالد.
 هذا وأرى أن الشيخ قد أجاد في اختيار منهجه و وأجاد في تطبيقه، كما أن الكتاب شيق ومفيد وثري بالمعلومات.
انتظروني مع كتاب ( عثمان بن عفان المفترى عليه) لنفس المؤلف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق