كنت على كوبري أكتوبر وقت أن
شاهدته يجري مسرعا ثم توقف فجأة بجوار ميكروباصنا الذي كان يسير ببطئ جراء ذلك
الزحام المزمن، توقف الرجل رث الهيئة، طويل الشعر، كثيف اللحية، وقد أمسك بيديه فرشاة
شعر وقربها إلى فمه وكأنها تليفون لاسلكي، ثم راح يصيح بصوت مرتفع أثار انتباه
جميع من هم في الميكروباص بما فيهم السائق:
- الكمين جاهز يا فندم.. وكله تمام يا فندم!ضحك الجميع، وزاد السائق على الضحك بسخرية متعمدة، وما هي إلا بضع ثوان حتى مرت عن شماله سيارة "جيب" وخلفها سيارة تابعة للحكومة، ورأينا سائق السيارة الجيب يلوح بيديه مشيرا إلى سائق الميكروباص وهو يصيح:
- انت يا أجره ، هدّي شوية وخد يمينك!أصغى السائق بانتباه وأطاع الأمر في شئ من خشوع، ثم زاد عليه بأن أوضح:
- دي يا جماعة عربية وزير الصحة، شكله رايح يقابل بوتن، أصله جاي النهارده.أنهى السائق حديثه إلينا ثم اقترب من سيارة ملاكي فنادى على سائقها بأعلى صوته:
- انت يا ملاكي هدّي شوية وخد شمالك!ثم فعل نفس الشئ مع متوسكل :
- انت يا متوسكل هدّي شوية وخد شمالك!ضحك الجميع وتذكرت الرجل رث الهيئة، طويل الشعر كثيف اللحية الذي حمل في يده فرشاة شعر ثم راح يصيح:
- الكمين جاهز يا فندم.. وكله تمام يا فندم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق