سبحان الله! النهاردة المفروض إن
كان فيه جماعة اصحابي مواعديني أطلع معاهم الجبل، علشان نشوف التلج، بس لقيتهم
اعتذروا، اللي قال إنه مش قادر يطلع النهاردة علشان تعبان، واللي قال ان وراه ميعاد
ها يخلص بعد الضهر، وبعد الضهر اتحجج ان مفيش تلج نزل ع الجبل، يعنى مفيش لازمه
اننا نروح! بصراحة اتضايقت،لأن اليوم كده ضاع وما استفادتش بيه، بس قررت اني أخرج،
أعمل أي حاجة، لو حتى اتمشى جنب البيت، خرجت، لقيتنى رحت على نهر صغير اسمه (دراي
زام)، وقفت عنده شويه، منظر الميه وهيا بتتدحرج في شلالات متسلسلة مشهد مؤثر جدا.
بصراحة شدني المشهد ده وتوقفت عنده شوية، وبعدين قررت إني أطلع الجبل، بس مش عارف
أطلعه منين.. سألت راجل كبير في السن: ياترى أطلع الجبل منين؟ الرجل وصف لي
الطريق، شكرته ومشيت شوية وبعدين، رجعت له تاني اسأله: ياترى لو اتأخرت هناك هل هالاقي
اتوبيسات ارجع بيها ولا لأ؟! قالي لأ..
شوية ولقيت بينادي عليا، قالي تعالى
أنا ممكن أوصلك بعربيتي لو حبيت. طبعا حبيت!
طلعنا مع بعض ، منظر الجبل رائع ، والاشجار أروع،
وصلنا عند كنيسة قديمة جدا من القرن السادس الميلادي.. الرجل كبير في السن، عنده
74 سنه، ولع شمعة، وأنا شربت مية نازله من الجبل، بيقولوا عليها انها ميه مبروكة، خلصنا
زيارة الكنيسة وقلت له تعالى نتمشى شويه في الغابة. قالي: معلهش أنا مستعجل علشان رايح
أزور قبر مراتي! قبر مراتك؟! قلت له: خلاص أنا ممكن آجي معاك؛ لأني بصراحة مش ها
اعرف أنزل تاني لوحدي، وخصوصا إن السما بدأت تغييم، والشمس قربت تغيب.. عرفت منه إنه بيزور قبر مراته يوميا، وإنهم كانوا بيحبو بعض جدا،
عاشوا مع بعض 45 سنة، سألته سؤال رخم: قلت له محصلش ولا مرة إنكم اتخانقتوا مع
بعض؟ قاللي ولا مرة! أنا طبعا مصدقه، ولازم أصدقه، الرجل مراته ماتت من سنتين، وكل يوم يروح يحط ورد على
قبرها، ولما وراني صورتها قعد يبكي.
في فرايبورج: مشاعر إنسانية نادرة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق