الأربعاء، يونيو 20، 2018

على شاهين يكتب ملخـص كتبا : الأمــيــر الــصــغــيــر

نوع الكتاب  : رواية صغيرة.
نُبذة عن الروائى :  أنطوان دو سانت أكسبيري (1900 - 1944) كاتب وأرستقراطي فرنسى، أحد مشاهير الطيران، حصل على جوائز أدبية كجائزة الفيمينا، والجائزة الوطنية للكتاب، والجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية. له أعمال روائية عديدة كـ(الطيّار) و (أرض الرجال) و (بريد الجنوب) وغيرها.

تلخيص الرواية :

بطل الرواية طيّار يسقط فى الصحراء جراء عُطل أصاب طائرته. مع الوقت نعلم بأن الطيار كان يمارس بجانب عمله هواية الرسم، لكنه سرعان مايهجر الرسم بسبب سخريات الآخرين، فيُقرر هجر الرسم والتفرغ للطيران.
فى اثناء بحثه عن سبب العُطل فى طائرته؛ يقترب منه طفل صغير فى وسط الصحراء مُعرفاً نفسه بأنه أمير على أحد الكواكب البعيدة عن الأرض، وأنه كان يقوم بزيارة 6 كواكب، وكانت الأرض هي المحطة السابعة من رحلة الأمير. وهى أكثر الكواكب التى أثارت انتباه وتركيزه. يطلب الأمير من الطيّار أن يرسم له خروف وبعض الرسومات الأخرى كي تؤنس وحشته فى كوكبه، فى نفس الوقت الذي يقصّ فيه الأمير قصته مع الكواكب الأخرى التى زارها وقصة كوكبه.
نعرف أن كوكب الأمير صغير جداً ، فهو فى حجم نصف منزل. يستطيع أن يُشاهد منظر الغروب حوالي 44 مرة، رغم عدم حُب الأمير لمنظر الغروب الذى يراه ملائماً أكثر للمكتئبين. لديه بذور لأعشاب نافعة وأعشاب ضارة. ويتابع الأمير كل يوم تشذيب كوكبه من الأعشاب الضارة. يحكى الأمير للطيّار عن الكوكب الأول الذى زاره، ووجد فيه ملك عجوز متغطرس. فهو يصدر أوامره للطبيعة التى تسير وفق قوانينها ظنّاً منه أنها تطيع قوانينه! يظل الملك يصدر قرارات غير منطقية، لا لشئ إلا لأجل الشعور بالأهمية والإحساس بلذة السيطرة.
فى الكوكب الثاني، يجد الأمير شخص لايسمع سوى كلمات الإطراء والمدح ، وبغير تلك الكلمات لايرد ولا يتجاوب مع من يكلمه. فينتقده الأمير قائلاً : ما يفيدك مدحك والأقرار بأنك أفضل شخص وأنت وحدك ولا أحد أخر فى الكوكب.
على الكوكب الثالث، يجد الأمير شخص وهب حياته لشرب الخمر، يشرب لكي ينسى خزى أن تكون سكيراً !

فى الكوكب الرابع، يقصّ الأمير على الطيار ما رأه من رجل مشغول بجمع الأموال، والتى رمزّ لها الروائي برمز ((النجوم)). فالرجل يظن بأنه يمتلك النجوم لأن فكرة الأمتلاك جاءته أولاً ! ثم لأنه يحفظ عدد النجوم ويكتبها فى ورقة محتفظاً إياها فى خزينة ! وهو لايتحرك من مكانه، ولهذا أصيب بالروماتيزم! وكنوع من السخرية، يُخبرنا الأمير أن المرة الوحيدة التى قُطع فيها انتباه هذا الرجل، كان بسبب خنفساء مرت من أمامه فأربكت عَدُّهُ، وقد سأله الأمير بكل براءة : ماذا تستفيد النجوم بامتلاكك إياها؟ فأن تمتلك زهرة أو شجرة، فستستفيد الأخيرة منك عبر الإعتناء بها.
فى الكوكب الخامس، يتعجب الأمير من شخص يقوم بإشعال مصباح ثم إغلاقه مرة اخرى بعد 3 دقائق من إشعاله ! والشخص نفسه لا يعرف ما الغاية من وراء ذلك، ولا من أصدر له تحديداً هذا الأمر . هو فقط " ينفذ التعليمات" فى إشارة لمن ينفذون القرارات والأوامر دون فهم الغاية من وراءها.
فى الكوكب السادس؛ كان الأمير متعجباً من رجل عجوز يجلس فى كوكب ضخم، لا يتحرك من مكانه. لديه كتاب كبير عن الجغرافيا. يعرف الأمير أن الرجل لم يزر أي من الكواكب، او الأراضي المذكورة فى الكتاب. ولكنه يسجل جغرافيا تلك البلاد بناءاً على شواهد مادية ملموسة، لمن يقص عليه ما رأه ( كالصخور، تراب، إلخ). يرفض الرجل تسجيل الزهور الموجودة فى كوكب الأمير، بحجة انها " أشياء زائلة بصرف النظر عن جمالها بعكس الجبال الراسخات".
فى الكوكب الأخير من رحلة الأمير ـ  كوكب الأرض ـ لا يوضح المؤلف بدقة كيف عرف الأمير أن فى كوكبنا سكارى، ومغرورين، وحاملي أضواء، والكثير من الملوك، لكن بعد هذا الوصف السريع لسُكان الأرض من قِبل الأمير نجد المؤلف يصف مشهد الأضواء التى تشتعل حين يحلّ الليل فى كل بلدة، أثناء دورة الأرض حول الشمس، وتعاقب الليل والنهار (فى اشارة لبداية ظهور المصابح الكهربائي، وما أثاره فى نفوس الناس آنذاك وقت صدور الرواية كأختراع جديد فى طور الانتشار).
يحكى الأمير للطيار كيف تعرف على الثعلب الذى كان غامضاً فى كلامه، ويعتمد على اساليب الإستعارة والرمزيات فى حديثه، لكنه يتعلم من الثعلب عدة دروس، منها أن الإنسان هو مايصنع للأشياء قيمة وأهمية عبر الأهتمام بها، فالحُب والألفة هما مايفتقدهم البشر الأن، فالبشر : ما عادوا ينظرون بقلوبهم ولهذا ماعادوا يرون جوهر الأشياء.
يُقابل فى طريقه بعد عبوره الصحراء، بستان فيه الكثير من الزهور، يسئلهم ـ اى الزهور ـ عن البشر؟ فيخبرونه بأن البشر منتشرون فى كل مكان " فهم يفتقدون إلى الجذور ". كذلك تصدمه الأزهار بجمالها وروعتها، وهو الذى كان يظن انه الوحيد فى العالم الذي يمتلك زهرة جميلة على كوكبه فإذا به امام بستان!
يظل الأمير يبحث وينادى أعلى الجبل على البشر؛ فيرد عليه صدى صوته، فيظن ان هذا الصدى هو رد البشر عليه ! ويظن الأمير أن الأرض كوكب كئيب وجاف فـ"البشر يُرددون ما يُقال لهم! "
بعدها يُقابل الأمير عامل تحويلة لقطار السكك الحديدية، يجده منتظم بشدة فى عمله، غير أنه لايعلم لماذا تُسافر الناس ولماذا يَعُدُون؟! وهل هم حقاً سعداء بالسفر؟ لايجد الأمير إجابة شافية، ورد العامل مقتضب ولا يُعرب عن شئ.
وأخيراً يُقابل الأمير بائعاً عجيب، فهو يبيع اقراص لمنع العطش، توفر (53) دقيقة فى الأسبوع، وحين سُئل البائع من قبل الأمير عن فوائد توفير تلك الدقائق فى الإسبوع؟ كان الرد : لا أعلم، المهم أنها توفر الكثير من الوقت ! يُجيبه الأمير بأن التنزه نحو الينبوع كل يوم لشُرب المياه أفضل بكثير من حبوب توفر وقت لا نعلم لأي غاية نوفره.
فى نهاية الرواية، يزداد الشعور بالاغتراب والكآبة بداخل الأمير، ويقرر مغادرة كوكب الأرض والعودة إلى كوكبه عبر الانتحار ! فقد ترك نفسه للثعبان كي يقرصه، وبهذا انتقل من كوكب الأرض إلى كوكبه الصغير الذى يبعُد عنا كبُعد النجوم عن الأرض، وكأن الروائي يريد أن يقول أنه من أجل عالم أفضل، على الإنسان أن يترك الأرض فكأنها قد استُهلكت من الأحلام والعزائم، وعلى الإنسان أن "ينظر إلى النجوم. "
يبكى الثعلب والطيّار لفراق الأمير الذى اختفى تماماً بعد قرص الثعبان له. وفى النهاية يستطيع الطيار إصلاح طائرته والعودة إلى رفاقه، ولكن لايقُص على أحد ما رأه من الأمير الصغير، وما جرى بينهم من أحداث. انتهت الرواية.

رسالة الرواية : يحاول (أنطوان) عبر رسوماته المرفقة مع كل فصل من الفصول  ومن خلال أسلوبه الذى يُشبه رسوماته من حيث البساطة والبراءة؛ أن يوصّل رسالة إلى البشرية التى فقدت البراءة والدهشة الأولى، وحُب الطبيعة، واستولى عليها الغرور والقُبح والماديات وإدمان المُغيبات والمخدرات، أقول بأن المؤلف أراد إرسال تنبيه هام للإنسانية بضرورة العودة إلى التصالح مع الطبيعة، ووقف جميع أشكال العنف والحرب، تلك التى وضعت حواجز بين البشر، وبسببها سَخَّروا الطبيعة والعلم للفتك ببعضهم البعض، حتى اضحت البشرية تكتشف قوانين الطبيعة، لكنها نسيت الجمال. وبدلاً من أن نبني جسور للتلاقي، صرنا نبني حواجز لسن قوانين. كما أن الرواية تمتاز بالكثير من الإسقاطات، والتأويلات الممتعة، التى تُمتعتك فى فهمها ولا تأخذ القارئ فى تعقيدات علوم التأويل وسوء الفهم.

هناك بعض المقولات التى راقت ليّ مثل :
 1
- ما هو مُهم، هو ما لا يُرى
 2
- السعداء حقاً هم الأطفال
3
- الكبار أمرهم غريب، فهم يحملون كل شئ على محمل الجد !
 4
- البشر يهتمون بمظهر الشخص ولا يهتمون بتفاصيل حياته الجميلة.
     (انتهى التلخيص).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق