يتناول هذا الكتاب الحديث عن ثلاثة موضوعات
علمية وهي البيولوجيا،التطور،والوراثة، بدأ الكاتب الحديث عن البيولوجيا و قام بتقديم
نماذج من العلماء الذين ساهموا في تطوير هذا العلم حتى سمي القرن الحالي بقرن
البيولوجيا. ثم انتقل بعد ذلك بتفسير معنى الكلمة وهي "Biology" التي تتكون من كلمتين:كلمة Bio التي
تعني "الحياة" وكلمة "logy" التي تعني علم أو دراسة فتعني تلك الكلمة "علم
الحياة"، وأوضح الدكتور شوقي كذلك كيفية ظهور هذا الإسم والاستخدام المتعارف
عليه. وانتقل
بعد ذلك للحديث عن فلسفة البيولوجيا التي تتمثل في علماء البيولوجيا والفلسفة،
وذكر بعض العلماء الذين كانوا من الفلاسفة أو المشتغلون بها ووظفوا البيولوجيا في
مشروعهم الفكري مثل "دانيل دانيت" في دراسته عن المخ والوعي، وعلماء
آخرين وظفوا الفلسفة في مشروعهم العلمي مثل "ريتشارد لوتين".
تناول الكاتب بعد ذلك الحديث عن تاريخ
البيولوجيا ومستقبلها أيضًا، ففي الحديث عن تاريخها ذكر فكر أجدادنا القدماء لها،
فبالرغم من كون فهم القدماء للعالم معتمدًا إلى حد كبير على الخرافة والأسطورة
والسحر فلم يمنعهم ذلك من العمل على تراكم المعارف العلمية.
وفي الحديث عن مستقبل البيولوجيا تحدث عن
الاتجاهات الجديدة لهذا العلم مثل:البيولوجيا المعلوماتية "Bioinformatics"و البيولوجيا الحاسوبية"Computational Biology "، والعديد من الأمور الاخرى. ثم
تطرق بعد ذلك للحديث عن التطور، فذكر في بداية الحديث في هذا الجزء عام 2009 الذي
سمي بعام الفلك والتطور؛ لأنه أرخ حدثين مهمين في تاريخ العلم والإنسان أولهما
مرور أربعة قرون على استخدام جاليليو لتلسكوبه في اكتشاف الفضاء، وثانيهما مرور
مائتي عام على ميلاد تشارلز داروين، ومائة وخمسين عامًا على صدور كتابه "أصل
الأنواع".
أراد الكاتب توضيح فكرة التطور في هذا الجزء
لأنه يتعرض لكثير من الخلط بين الدين والعلم؛ فالخلط بينهما يضر بالإثنين معًا. ويبدأ أيضًا بتعريف ما تعنيه
كلمة التطور
"Evolution" قد كان
بداية استخدام الكلمة لوصف عمليات تحول الزيجوت لفرد كامل ،وما تعني به الآن هو
تغير مادة الوراثة في عشيرة من الكائنات عبر الأجيال. قد تحدث
بعد ذلك عن الجدال الناشئ حول فكرة التطور؛ حيث أن التطور لم يظلم فقط من رافضيه
بل أيضًا من أشد مؤيديه حيث كانت الركيزة الأساسية للجدال علاقة التطور بالدِّين،
فموقف الرافضين يمكن تبريره، أما بعض المؤيدين فهم يغالون في الربط بين التطور
ومواقفهم اللادينية فهم بذلك يضرون العلم ويشتركون مع المؤمنين قي خلط الأوراق بين
منهجين مختلفين:منهج العلم،ومنهج الدين.
تحدث الكاتب في الجزء الأخير عن ظاهرة الوراثة
ويوضح أن هذا العلم ببساطة يدرس التشابه والتباين في كل الكائنات الحية، وأسس
انتقال الخصائص الوراثية من جيل لآخر. ثم تحدث عن كيفية إدراك الإنسان لهذه الظاهرة بدءا من أجدادنا
البدائيين حينما أدركوا التشابه بينهم وبين أفراد نوعهم، وفي محاولة التفريق بين
الحي وغير الحي وملاحظة الظواهر والعمليات المختلفة وقد سمى هذه الفترة
بـ"إدراك الفطرة بالفطرة" انتقل
بعد ذلك لمرحلة جديدة تميزت بمحاولات التنظير بهدف التفسير بدءًا من الإغريق الى
إنجاز مندل وغيره من العلماء وقد وضع خط زمني للأعمال والاكتشافات التي أدت إلى
مشروع الجينوم. وتحدث في النهاية إلى أي شئ يقودنا هذا العلم
والمجالات الواسعة التي أتاحها لنا لمختلف الكائنات الحية. ارى
أن هذا الكتاب يعد مدخلاً جيدًا لتلك العلوم التي عرضها،كما يتسم الأسلوب بالبساطة
والحيادية وظهر ذلك بوضوح في عرضه لل"التطور"، ويضع ملحقًا من الصور بعد
كل جزء للإيضاح، كما يستعين ببعض القصص التي قد تكون مُتخيلة من أجل توصيل فكرة ما.