الخميس، يوليو 23، 2015

نبذه عن كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار




إسماعيل محمد يكتب:  كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار

كنت قد وعدت حضراتكم بملخص لكتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار، وكنت قد أخبرت حضراتكم  بأن للكتاب قصة وهي: أن لجنة من الأزهر قد تشكلت وطلبت من د/ عبد الوهاب النجار بأن يكتب كتابا عن قصص الأنبياء يتم تدريسه للباحثين، وقد كان، وانتشر الكتاب واتسعت دائرة قراءه ومعجبيه، إلا أن الشيخ أدرج في كتابه بعض آراءه واجتهاداته منها ما يخالف أحاديث وردت في البخاري، ومنها ما خالف عامة أقوال المفسرين، مما دعا اللجنة إلى الرد على هذا الكتاب فأعادوا نشر الكتاب، وأضافوا اليه هامشا ينقدوا فيه الموضع، حيث رأوا أنه استحق النقد، وعابوا أحيانا على فهم الشيخ وعلى عربيته، وأنه يحمل النص مالم يحتمل فما كان من الشيخ إلا ان أعاد نشر الكتاب مضافا إليه نقد اللجنة إضافة إلى رده على هذا النقد، فتحققت الفائد.
 نبذة عن الكتاب: قام الشيخ بكتابة كتاب قصص الأنبياء واضعا له منهجية واضحة سار عليها ولم يخالفها طوال الكتاب، كما أظن، فقد جعل القرآن الكريم مرجعا للقصص، مقارنا إياها أو مكملا لها بالتوراة متى كان ذلك ممكنا، ومنوها على أخطاء التوراة في شأن بعض الأنبياء (فنسوا حظا مما ذكروا به)
 لغة الشيخ العربية- كما أرى- في غاية الروعة، كما أن علمه بعلوم اللغة يراه الأعمى، ويتيقن من ذلك حال رده على نقد اللجنة.
 الكتاب لا يضم قصة النبي محمد إلا أنه أفرد له كتابا خاص أرجو أن أتمكن من قراءته.
 الكتاب يصلح كمرجع فقد استوفى القصص تاريخيا ومقارنة للكتب المقدسة مع إضافتها لمصدرها في كل مرة، والتنويه على أخطاء المترجمين واختلاف الروايات بين الأربعة كتب؛ إلا إنه ليس كمعظم المراجع التي لا تستمتع بقراتها، بل ترجع إليها متى اضطررت إلى ذلك، فقد وجدت في الكتاب متعة لم أجدها في غيره، إلا أن في الكتاب بعض الآراء التي لا تتعدى الرأي، ولا تعتمد على دليل، لكن الشيخ نوه على ذلك ووصفه بالمحتمل، وأنصحكم بقراءته، وها أنا ذا أقص عليكم موضعا عله يحثكم على قراءة الكتاب: بنو إسرائيل ومسألة البقرة قال ما نصه: أولا- أريد أن أقدم بين يدي الكلام على بقرة إسرائيل ان المفسرين يذكرون ان القتيل ضرب بجزء من البقرة فحيي وأخبر بقاتله فأخذ وقتل- ويذكرون للبقرة حكايات وروايات وغرائب ما أنزل الله بها من سلطان...وكل ما قصوه في كتبهم ليس إلا اسرائيليات...لا يمكن لأحد من المسلمين أن يجعلها برهانا على أمر من الامور... ثانيا قال ما معناه ان القتيل إذا حيي كان حكمه كسائر البشر وان شهادته لا تثبت التهمة إلا بعد قيام البراهين... ثالثا قال ما نصه: أن الضمير في اللغة على أقرب مذكور فإذا طال الضمير وكان مرجع الضمير بعيدا فالبلاغة تقضي بأن يعاد الاسم مرة أخرى ليكون على أقرب مذكور ليتأتى عود الضمير إليه بلا تشويش على القارئ أو السامع، وتفاديا من تشتيت الضمائر انتهى. فهو يرى أن معنى الآية أن اضربو القاتل أو المشتبه فيه ببعض الجثة حيث أن الضمير في (بعضها) يعود على أقرب مذكور (نفسا) و ليؤكد رأيه ساق دليلا لغويا آخر وهو أنه في قصص سورة البقرة المتعلقة ببني اسرائيل وجدنا كل قصة مستقلة عما قبلها، وما بعدها مبدوءة بقوله تعالى (وإذ):
"وإذ أنجيناكم من آل فرعون- وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم – واذ واعدنا موسى أربعين ليلة – وإذ اتينا موسى الكتاب- وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم – وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة – وإذ قلنا ادخلو هذه القرية –وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد- وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور – وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحو بقرة- وإذ قتلتم نفسها فادارءتم فيها"
نراها في نسق مطرد لم يتخلف فلم يتخلف في الموقف الأخير ما معناه أن آية (واذ قتلتم نفسا ...) لا علاقة لها البتة بما قبلها وإنها بداية قصة جديدة وساق دليلا علميا وهو عرض المشتبه به على الجثة للوقوف على ردة فعله هل يضطرب أم لا وهو أسلوب متبع الى اليوم.

انتظروني مع كتاب -لا يا فضيلة الشيخ أمانة التفسير وفلسفة الإيمان- رسالة الى الدكتور مصطفى محمود والشيخ الشعراوي تأليف : الدكتور علي حسن

هناك تعليق واحد:

  1. والله اخي العزيز لم اجد كتاباً ولا مؤلفاً لقصص الانبياء اروع منه ..الكتاب بدأت بقرائته ايام صباي والى الان انا مسحور بعقلية ومنهجية النجار رحمه الله ...كان يسبق عصره بمائة عام على الاقل فهو ينتهج المنهج العلمي الرصين رغم انه توفي في بداية الاربعينيات قبل حوالي ثمانون عاماً ...تحياتي اخي العزيز

    ردحذف