الاثنين، يناير 14، 2013

الربيع العربي في برلين 95




ودار نقاش حول موضوع الحجاب لا أذكر منه سوى إجابة أريج على سؤال الدكتورة كارليس حينما سألتها: لماذا أراك ترتدين هذا الحجاب؟ فكانت إجابة أريج كالتالى: إننى لا أرتديه كنوع من الدعاية السياسية ولا كنوع من التفاخر والاستعلاء، فقط أرتديه لأن دينى يأمرني بذلك". ساعتها طلب أحمد مسعد أن يشارك في الحوار، فلما أعطي الكلمة رأيته وقد احتدت نبرة صوته ليقول: عفوا، فإننى أرانا وقد تركنا قضايا أساسية لننشغل بقضايا أخرى فرعية، إن قضيتنا الأولى هي الديمقراطية، الديمقراطية وفقط، فإذا كانت لدينا هذه الديمقراطية انحلت كل مشاكلنا وانفكت كل عقدنا"!
قلت لنفسى مال هذه الديمقراطية ومسألة الحجاب التى نحن بصددها الآن، إننا نتحدث عن المرأة وعن حقوقها وعن مساواتها بالرجل، وقد رأت الدكتورة أن تسأل عن الجحاب الذي ينظر إليه الغرب باعتباره مقيدا لحرية المرأة، ونوع من أنواع الاضطهاد! ثم إن كنت يا عزيزي  مهتما لهذه الدرجة بالديمقراطية وأمورها فلماذا لم تختر تلك الموضوعات المتعلقة بها؟ لماذا لم تذهب لتحضر حلقة النقاش التى تدور حول الفساد وكيفية محاربته، أو تلك التى تدور حول الحقوق الاجتماعية والنقابات العمالية؟ ثم عزمت أن أصرح له بكل ذلك في أول لقاء يجمعنى به منفردا!
بعد ذلك استبدلنا حلقة النقاش هذه بتلك التى نظمتها منظمة "هانس زايدل اشتيفتونج" تحت عنوان "محاربة الفساد" والتى قام فيها السيد منظم الحلقة النقاشية بطرح سؤال أشبه بذلك السؤال الأزلى الذي لا جواب عليه حتى الآن: "من ولد أولا: البيضة أم الدجاجة؟" فقد كان سؤاله عمن هو المتسبب الرئيسي في الفساد، ومن الذي يمكنه إصلاحه؟! وسمعت إجابات عدة، فمنهم من قال بأن الحكومات هي التى تتسسبب في معظم الأحيان -إن لم يكن أغلبها- في حالات الفساد، وعلى الشعب مقاومة ذلك وكشفه! ومنهم من قال بأن المتسبب في الفساد هم المنتفعون من الأنظمة، وعلى الحكومة تعقبهم ومن ثم محاسبتهم. وكان لي رأيا مختلفا فقلت إن رئيس الدولة هو وحده المتسبب في الفساد، فإنه إذا صلح الرئيس، صلح الشعب، وإذا فسد الرئيس فسيفسد الشعب لا محالة. واستشهدت بالأثر الذي يقول: "إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن" وقمت كذلك بشرحه بقولي: أي أن الله يمنع بالسلطان باقتراف الذنوب والمفاسد، أكثر ما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيفي الإيمان لا تؤثر فيهم زواجر القرآن، ونهي القرآن، بل يقدمون على المعاصي والذنوب ولا يبالون، لكنهم متى علموا أن هناك عقوبة من السلطان، ارتدعوا، وخافوا من العقوبة السلطانية!
 وكان النقاش الجاد والهادف وأحيانا الحاد في هذه  المحاضرة كفيلا بأن يستنزف منا جل قوتنا، وكافة طاقتنا، مما دعانا أن نذهب مسرعين إلى المطعم، وهناك التقيت بالدكتورة كارليس المسئولة عن منظمة "كونراد" فأكملنا حديثنا عن الحجاب وعن مواضيع أخرى فرعية ثم عدنا بعد ذلك لنكمل النقاشات ولكن مع منظمات أخرى! 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق