الجمعة، يناير 11، 2013

الربيع العربي في برلين 93



واتصلت مها الأردنية بليلى أرمانيوس لتنقذنا من هذا الحديث المرعب، وتخبرنا بأنها ومعها بعضا من زملائنا في طريقهم إلى الغابة وتريد أن تعرف أي الطرق ينبغى أن تسلك!

كان ينبغى علينا أن ننتظرهم في مكاننا، إلا أننا خشينا أن يتأخروا علينا فيحل على الغابة ظلام الليل من دون أن نشاهد جمال طبيعتها، فقررنا أن نواصل طريقنا ولو اتصلوا بنا فسوف نخبرهم بالمكان الذي نحن فيه. وسرنا حتى تشعب بنا الطريق فانقسم إلى طريقين اخترنا أعرضهما لنجد عن يميننا سلالم خشبية تؤدي إلى منحدر كبير واسع امتلأ بالرمال الصفراء في منظر يذكرنا بصحارينا التى تركناها في بلادنا، فنزلنا مهرولين كالأطفال نريد أن نلعب في الرمل، وما أن اقتربنا منه حتى اتصلت بي مها الأردنية تخبرني بأنهم قد دخلو الغابة، وسألتنى في أي الطرق نسير. حاولت أن أصف لها الطريق، فذكرت لها ما مررنا عليه من استراحته مكشوفه فطريقان أخذنا أعرضهما، ثم قررت أن أرجع لأستقبلهم، فربما يكون ذلك هو الحل الأمثل والأسرع، وبدلا من أن أقابلهم تقابلت مع اليمنيين خالد ومشتاق فأخبراني بأنهما يبحثان مثلى عن مها وأخواتها، وأخذنا ننادي بأعلى أصواتنا "يا مهااااا" فلم نسمع سوى صدى أصواتنا ترجع إلينا من بين الأشجار، ولم نهتدي إليهم!


 وعدنا حيث المجموعة والرمال، فوجدناهم وقد أخذوا يلعبون ويمرحون، ورأينا عبد الله وقد حفر حفرة كبيرة جلس فيها، ثم عقدنا مسابقة لأسرع واحد فينا، وكان المركز الأول من نصيبي، وحل الظلام، فعدنا أدراجنا إلى محطة القطار ومنها إلى محل تركي تناولنا فيه طعام العشاء،ومنه إلى بيوتنا!


الإثنين 17 سبتمبر


مع عبد الرحيم ومنى حجازي سرت حتى أخذنا القطار من محطة "أوستبانهوف" ليصل بنا إلى المحطة الرئيسية ومنها إلى مبنى باول لوبا، وفي الطريق تذكرنا أحداث يومين انقضيا سريعا من دون محاضرات عن السياسة ومن دون حديث عن الديمقراطية، وما أعجل تلك الأيام وأسرعها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق