الخميس، أغسطس 06، 2015

ملخص رواية "قصة مدينتين" تشارلز ديكنز ترجمة منير البعلبكي





محمود فرج يكتب: ملخص رواية "قصة مدينتين" تشارلز ديكنز ترجمة منير البعلبكي



- الكاتب : تشارلز جون ديكنز، عانى  تشارلز ديكنز في طفولته كثيراً، لم يتلق تعليماً جيداً، وحتى المدرسة المتواضعة التي ذهب إليها، سُحب منها على عجل ليعمل لعشر ساعات يومياً، بعدما سجن والده لتراكم الديون عليه، والتحقت به والدته في السجن، وهو نظام غريب مطبق حينها ! من هذه الظروف، ومن هذه المشاعر نلمس رؤية ديكنز ومواقفه تجاه الفقراء، وحقوق الأطفال، وتجاه المرأة. و يعد تشارلز أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفكتوري، ولا يزال كثيرٌ من أعماله يحتفظ بشعبيّته حتى اليوم، ومن أشهررواياته :
"اوليفر توست"،"قصة مدينتين"، و "أوقات عصيبة".  توفي سنة 1870 عن عمر 58 عاما.
          - ملخص الرواية : تدور أحداث الرواية بين مدينتي لندن(إنجلترا) وباريس(فرنسا)، حيث تصور الرواية محنة الطبقة العاملة في فرنسا من جشع الطبقة الأرستقراطية فيما قبل الثورة الفرنسية 1789 وما بعدها من توحش الثوار ضد الارستقراطيين في بداية الثورة، عن طريق قصة حياة عائلة دكتور (مانيت) الذي عاني قبل الثورة من ظلم الأرستقراطيين وتم سجنه مدة 18 عاما، وبعد الثورة عانى من سجن الثوار لزوج ابنته الارستقراطي والحكم عليه بالموت .

 يبدأ تشارلز ديكنز الرواية بوصف الحالة التي كان يعيشها الفرنسيون قبل الثورة عام 1775 بـكلماته" كان أحسن الأزمان، و كان أسوأ الأزمان. كان عصر الحكمة، و كان عصر الحماقة. كان عهد الإيمان، وكان عهد الجحود. كان زمن النور، وكان زمن الظلمة. كان ربيع الأمل، وكان شتاء القنوط".
-(لوسي مانيت) ابنة الدكتور (مانيت) التي كانت تظن أن أباها قد توفي ولكن يظهر صديقه (لوري) ليعترف لها أن والدها لا يزال على قيد الحياه، وسبب اختفائه أنه قد سجن بسبب الطبقة الأرستقراطية الفرنسية، وأنه قد خرج من السجن ويسكن في أحد حوانيت فرنسا حانة الـ (ديفارج) أحد الثوار الفرنسيين .   
– يصف تشارلز ديكنز حالة الطبقة العاملة عن طريق حدث بسيط والذي يوضح به شدة فقر الفرنسيين في هذا الوقت "ينسكب برميل مملوء بالنبيذ الأحمر بالقرب من أحد الحانات فيترك الناس جميعا أعمالهم ويسرعوا إلى النبيذ المنسكب ويسرعون في شربه وإدخال ملابسهم ليغمسوها في النبيذ لعصره بعد ذلك في فمه" ..
- وفي حانة الـ (ديفارج), حيث يذهب السيد (لوري) إلى السيدة (مانيت)  والذي يقودهم السيد (ديفارج) إلى أعلى الحانة حيث رجل في غرفة مظلمة يظهر عليه كبر السن ويعمل على تصنيع الأحذية يظهر عليه الحزن والاكتئاب إنه الدكتور (ألكسندر مانيت) الذي سجن لمدة 18 عاما وعندما خرج لم يجد مأوي غير السيد (ديفارج) الذي كان يعمل كمساعد للدكتور. وهكذا يسمي الجزء الأول من القصة  (العائد الي الحياه).
- 1780 يجلس الدكتور (مانيت) وابنته في قاعة المحكمة كشاهدين لقضية السيد (دارني) الذي كان أحد الركاب على السفينة القادمة بهم إلى إنجلترا، ويقوم جاسوسان (جون بارساد) و (روجر كلاى) بمحاولة الصاق تهمة الخيانة بالسيد (دارنى) لأجل مصلحتهم الشخصية، ولكن بالمحكمة يصادف وجود المحامي السكير (كارتون)، الذي يعد دليلا على وجود شبيه للسيد(دارني) فيتم الإفراج عن السيد(دارني)
- بعد قصة حب تتزوج (لوسي) و (دارني) ولكن يوم زفافهما يعترف (كارتون) بحبه (لوسي) ويقطع على نفسه عهدا إذ يقول:" سوف أقوم بالتضحية لأجلك، أو من أجل من تحبي "
- وفي باريس حيث لايزال القمع الأرستقراطي قائما حيث يصدم عربة الماركيز (أحد الأرستقراطيين الحاكمين) طفل أحد الفلاحين فيموت الطفل، فلا يهتم الماركيز و يرمي بعض المال لوالد الطفل، ولكن في المساء يذهب والد الطفلإلى  منزل الماركيز ويقتله  ويترك ورقة مكتوب بها "انقلوه سريعاً إلى قبرة، التوقيع جاك" وكان اسم (جاك) هو الاسم المتداول بين الثوار في فرنسا .
-يصف تشارلز ديكنز حال المدينتين في عام 1789 ففي إنجلترا كان قد رزق (دارني) و(لوسي) بطفلة (لوسي الصغيرة)التي كانت تبلغ من العمر 8 أعوام. بينما في فرنسا تقام الثورة الفرنسية ويقتحم سجن – الباسبيل- ويذهب السيد (ديفارج) إلى الزنزانة التي حبس بها السيد (مانيت) ليجد يومياته! . يصل السيد (دارني) رساله من فرنسا فيسافر لكي ينقذ خادمة الأمين، فيقبض عليه لأنه من العائلة الأرستقراطية وتوجه له تهم،  ولكن يسافر الدكتور والسيدة(مانيت) والطفلة لوسي والمربية (بروس) مربية السيدة (مانيت) منذ صغرها الي فرنسا، ولكن يحرر الدكتور (مانيت) زوج ابنته (دارني) لأن الدكتور كان معرفا في فرنسا، ولكن يقبض عليه مره أخرى في نفس اليوم بتهمة أن والده الماركيز ذات يوم" اختطف فتاه فرنسية واغتصبها وقتلها وقتل عائلتها إلا طفلة صغيرة هي السيدة (ديفارج)" ، والتي هي الآن تكن للعائلة الأرسقراطية الكراهية لما فعلوه، ووجدوا ذلك في يوميات دكتور (مانيت) فيحكم علية بالموت. فيصيب الاكتئاب دكتور(مانيت)
- يسافر السيد (كارتون) إلى فرنسا لكي يطمئن على السيدة (لوسي) ولكن عندما عرف بما حدث أصابه غضب شديد وقرر أن يساعد السيد (دارني) لأنه قطع وعدا علي نفسه للسيدة (لوسي) ، بالصدفة يجد الجاسوس (بارساد)! إنه يعمل كجاسوس مزدوج . وذلك الوقت تقرر مدام(ديفارج) الانتقام من عائلة السيد (دارني) بقتلهم، فيعرف (كارتون) بهذا القرار.. فيسرع إلى (بارساد) ليدخله الي زنزانة (دارني) ليراه لمره أخيره، وعند دخوله إلى الزنزانة قام بتخدير السيد (دارني) ويبدل ملابسهما وامر (بارساد) ليحمل (دارني)  إلى البيت لكي يسافرإلى فرنسا، وهنا يقدم السيد (كارتون) التضحية بحياته ، وعند وصوله لبيت الدكتور (مانيت) فيخبره بما حدث وأن عليه أن يغادر الآن، لأن السيدة (ديفارج) تريد قتلهم فيسرعوا جميعا، ولكن تصل السيدة (ديفارج) ولا تجد الا المربية (بروس) فتقوم بتعطيلها ولكن تقتلها بمسدسها عن طريق الخطأ وتموت السيدة (ديفارج). وهكذا بعد موت السيدة (ديفارج) يؤكد تشارلز ديكنز على أنه لا يمكن أن ينجو الشر وهو مرتدي لباس الخير.
- هكذا ينهي تشارلز ديكنز الرواية بموت (كارتون) على المصلقة، حيث يضحي بنفسه لأجل الوعد الذي قطعة  للسيدة (لوسي)، التي وعدها بأن يضحي بحياته لأجل من تحب. إنه سر الحب. سر تلك العواطف التي تتملكنا وتسير بنا في درب الخلاص، مهما كان نصيب التهلكة في نهاية الطريق كما فعل (كارتون). تنتهي القصة بالكلمات التي قالها (كارتون) قبل أن يشنق بالمصلقة: "إن ما فعلته أفضل بكثير جداً مما فعلته على الإطلاق، وإنها لراحة أفضل بكثير مما عرفت على الإطلاق" الجملة الختامية للرواية..
- هكذا أنهى تشارلز ديكنز الرواية التي يستنتج بها :
تكشف الرواية عن أزمة الوجه المظلم للثورات، بحيث أن مفاهيم العدالة والحرية التي تنادي بها قد تكون قناعاً لعمل انتقامي وحشي ضد الإنسانية، عبر التركيز على الممارسات الوحشية التي مارسها الثوريون ضد الأرستقراطيين في السنوات الأولى للثورة، من نهب وقتل وإبادة والهجوم على قصور النبلاء، والعمل على أن الأنظمة القمعية والاستبدادية لا تنتج إلا الأنظمة الإرهابية المتوحشة كما يحدث في عاصرنا من التنظيمات الإرهابية .
- الكتاب: تعد الرواية من أكثر الروايات مبيعا في تاريخ البشرية، حيث إنها حققت مبيعـــات تجاوزت الـ200 مليــون نسخة حــول العالم كله. تحتوى من مفــردات أدبية ولغوية رائعة – كعادة ديكنز – ، إلى جانب أبعاد إنسانية وتاريخية لا يُمكن أن تُنســى أو يتم تجاهلها بأي حال من الأحــوال. الواقع – وهذا رأيي الشخصي – أننا نحتاج إلى قراءة هذه الرواية تحديداً .. باعتبــار ان الكثيــر جداً ممن يقرءون هذه السطــور غالباً ما اندلعت ثورة في بلادهم .

مُقاربة أحداث هذه الرواية بالتغييــرات الاجتماعية والسياسية التي تحدث في منطقتنا هذه الفتــرة ، ربما سيكون مهمــاً جداً لنا جميــعاً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق