الأحد، يونيو 21، 2015

ملخص كتاب كيف نتعامل مع القرآن




محمد يسري يكتب: ملخص كتاب "كيف نتعامل مع القرآن" للشيخ محمد الغزالي



كيف نتعامل مع القرآن؟ كثيراً ما نتلو كتاب الله تعالى ليل نهار، بل قد نكون من الذين يجيدون تلاوته وأحكامه بأروع الأصوات، لكن!، هل هذه الطريقة التي نحن نتعامل بها مع القرآن هي الطريقة التي تحقق الأهداف الأساسية لهذا الكتاب؟!هل هذه هي الطريقة التي نستطيع بها أن نرسم الطريق للتخلص من أزماتنا وهمومنا وكروبنا؟!هل هذه هي الطريقة التي بها يكون القرآن مصدرًا لشحذ فاعلياتنا، وبناء نهضتنا، ونصل به إلى موقع القيادة والشهادة؟ !أما آن لنا أن نعرف: كيف لنا أن نتعامل مع كتاب الله؟ بهذا العنوان ( كيف نتعامل مع القرآن؟) افتتح الشيخ محمد الغزالي هذا الكتاب، وبدأ مقاله الجميل ببعض الأسئلة الاستنكارية التي يستنكر بها حال المسلمين الآن مع كتابهم "القرآن"، ويبين الشيخ أن معظم المسلمين اليوم انصرف اهتمامهم فقط إلى ناحية التلاوة وضبط مخارج الحروف وإتقان الغنن والمدود وما الي ذالك مما يتصل فقط بأحكام القرآن – أقصد أحكام التلاوة - . ويعاتب الشيخ أيضا على من يقرأ القرآن ويفصل بين تلاوته وتدبره! فالغاية الأساسية التي لأجلها نزل هذا الكتاب ذكرها الله في كتابه، قال تعالي: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " فأين التدبر إذن !! وأين ألوا الألباب !! إننا في هذه الأيام قد كثر الذين يخرون صما وعميانا إذا تليت عليهم آيات الله، والله تعالي وصف عباد الرحمن وقال: (والذين اذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا) ، فأين هم اليوم !! حتى وصلت الدرجة في هذه الأيام أن بعض الإذاعات الصوتية لدول الغرب، غير المسلمين، والذين لايعرفون للقرءان قدرا، ترى أنهم يذيعون القرآن في فترات من اليوم وفي بعض المناسبات، كأنهم اطمأنت قلوبهم أن الأمة الاسلامية اليوم تسمع ولا تعي . ويقارن الشيخ حالنا مع القرآن بحال السابقين في جملة جامعه شامله ويقول : كان الأولون يقرءون القرآن فيرتفعون الي مستواه ، أما نحن فنقرأ القرآن فنشده الي مستوانا ، وهذا ظلم للكتاب العظيم. وينبغي كذلك أن يكون للقرءان تأثيرا علي سلوكنا، وأخلاقنا، وفي جميع حياتنا ، فالنبي كان خلقه القرآن وكان قرءانا يمشي بين الناس ، هذا معناه أنه كان يعيش بالقرآن ويحيا في جو القرآن ، صلي الله عليه وسلم . ثم ينبغي لنا ونحن نقرأ كتاب الله أن نفهم شمول الرؤية القرآنية، هذا يعني أن القرآن ليس كتابا فنيا مقيما على قضايا معينة، ثم تنقطع فيه الرؤية الشاملة ، بل هو يعرض الكون وهو يبني عقيدة ، ويعرض الكون وهو يربي أخلاقا ، ويمزج بين الجميع بطريقة مدهشة ، اقرأ معي قوله تعالي ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم) هذا توحيد، فيه أمر للناس بعبادة الله ، لكن! "الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلو لله أندادا وأنتم تعلمون " انظر الي طريقة القرآن ! كيف عرض الكون، ومظاهرة وحقائقه، وهو ينفي الشركاء ويؤسس عقيدة التوحيد
 ثم تابع الشيخ كثيراً من الأمثلة لتوضيح الرؤية الشاملة للقرآن . ثم تحت عنصر موطن الخلل يكتب الشيخ صفحات كثيرة، ويذكر أن الإصابة والخلل متمركزان في المؤسسات الموكول إليها عملية الإشراف على التربية والتعليم من مناهج، وكتاب، ومدرس، ووسائل معينة ... ويبين أن هذه المؤسسات لم تستطع أن تكون أداة توصيل صحيحة بين الجيل وبين القرآن ومواريثه الثقافية ...حتى أصبح هناك توارث للتخلف والمرض ..فالمشكلة قد تكون في المؤسسات المنوط بها الآن تفهيم القرآن للجيل .. ويؤكد الشيخ على أننا لابد أن نفهم فهما موضوعيا لآيات القرآن وليس فهما محدودا للنص، فإذا كان هناك في المسلمين ممن يقرأ القرآن مع فهم محدود للنص دون أن يعمل هذا النص في ما نزل من أجله وفي ما نزل علي محمد به، فمعني هذا أننا نريق الدواء على الأرض، ولا نحسن علاج المرضي بتعاطيه . إننا لابد لنا بدلا من أن نضع لافتة أثناء افتتاح مدرسة عسكرية ونكتب عليها "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، أن يكون البناء التربوي والإعداد العلمي، والتخطيط الاقتصادي والعسكري مبنيا على أدوات تجمع وأجهزة تحشد وتعد ... هذا هو المعني الحقيقي للآية وهذا هوا المعني الحقيقي للجهاد في سبيل الله ، ليس في كثرة ترديد الآية دون وعي أو فهم بحزاقة شديدة . الله جل وعلا يقول في كتابه " وعلامات وبالنجم هم يهتدون" نحن المسلمين اكتفينا من هذه الآية، أن الله ألفت أنظارنا الى أن هناك علامات في الأرض والسماء! لكن، ماهي؟ وماذا صنعنا مع هذه العلامات؟ وما هي الوسائل والمبتكرات التي طورناها في هذا الموضوع؟ للأسف الشديد غيرنا الآن –من غير المسلمين- يغزو الفضاء ويتخذ من عزو الفضاء منارات وعلامات لكي يسخر الحضارة له .. أما نحن فوقوف ! لابد لنا أن نحسن التعامل مع القرآن، وأن نجعل القرآن يتحول في حياتنا إلى طاقة متحركة ... لا أن يوضع في المتاحف أو المكاتب للبركة،أو أن نفتحه ونقرأ منه آية أو آيات وينتهي الأمر، هذا لا يجوز مع كتاب الله . ثم ينتقل الشيخ إلى نقطة هامة وهي تعاملنا مع القرآن في تعليمنا له وتحفيظنا له، وتحت هذا بين الشيخ أن أكثر ممن يمن الله عليهم بحفظ كتابه يحفظونه منذ الصغر وهم أطفالا، وأن الحقيقة هي أن أفضل وقت لحفظ كتاب الله في سن الطفولة، والطريقة المعتاده في تعلم الصغار هي الحفظ والتسميع دون وعي بأي شئ أو إدراك لمعني ، فالطفل يقرأ القرآن وتمر عليه آيات بها كثير من العبر والعظات فما يدرك منها شيئا ، والمشكلة الكبيرة أن هذه الطريقة قد تؤثر عليه بعدما يكبر، لأنه اعتاد على أن يقرأ دون أن ينظر إلى معني أو مغزي، والشيخ ذكر مثالا على نفسه وهو صغير السن ، يقول: كنت أقرأ قوله تعالى وأنا في العاشرة من عمري "وكل انسان ألزمناه طائره في عنقة"، فكنت أظن أن هناك طائراً ما كالغراب أو الحمام بعنق كل إنسان ...هذا لأنه حفظ القرآن دون أن يعلمه شيخه ما المراد وما المغزى مما يقرأ ! ثم يؤكد الشيخ على ضرورية إيجاد طريقة مبسطة سهلة للأطفال نربط بها الحفظ مع الفهم والإدراك لمعاني القرآن ، حتي ينشئ الطفل من البداية وهو مدرك لأهمية فهم النص قبل حفظه .
ثم ينتقل الشيخ إلى نقطة أخرى، وهي دور المناهج التراثية في فهم القرآن، وباختصار شديد يببن الشيخ تحت هذا العنصر أهمية جميع المناهج في تفسير القرآن بلا استثناء ، فليس المنهج الأصولي فقط هو الذي نعتمد عليه، بل نحن بحاجة أيضا إلى المناهج الفلسفية والصوفية والأدبية وغيرهم، وبين الشيخ بالتفصيل هذه المناهج ورجالها وممن صاروا عليها . ثم انتقل الشيخ في نهاية حديثة إلى الحديث عن بعض الأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم وأبرزها : النسخ في القرآن ، فالشيخ يرفض تماما أن يقال أنه هناك آيات في كتاب الله أهملت أو عطلت أو سقط حكمها ويرى أن هذه إهانة للكتاب العظيم ، بل كل آية يمكن أن تعمل ، لكن الحكيم هو الذي يعرف الظروف التي يمكن أن تعمل يها الآية . هذا على حد قول الشيخ في النسخ ، وهو رأى يحترم لما له من تبريرات، فضلا عن كثير من العلماء ممن قالو بمثل هذا الرأي، وممن نفوا تماما وجود النسخ في القرآن ، والشيخ قد عالج القضيه باستفاضة كبيرة ، وأورد لنا كثيراً من هذه الآراء . وهناك أحكام أخرى تحدث عنها الشيخ كترجمة معاني القرآن وغيرها ، إلا أنه ليس من الضروري ذكرها هنا . والله أسأل أن يجعلنا أهل القرآن ، الذين هم أهله وخاصته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق