الثلاثاء، سبتمبر 01، 2015

ملخص كتاب "فن الترجمة " للدكتورمحـمد عناني.



محمود فرج يكتب:ملخص كتاب "فن الترجمة " للدكتورمحـمد عناني.




- مؤلف الكتاب هو د. محمد عناني محرر ومترجم بالإذاعة المصرية (1959 - 1960) وخبير بمجمع اللغة العربية عام 1996، رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام 1993، له العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة منها (النقد التحليلي– فن الكوميديا – الأدب وفنونه – المسرح والشعر – فن الترجمة – فن الأدب والحياة – التيارات المعاصرة فى الثقافة العربية  – الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق.......). وله كذلك العديد من الأعمال الإبداعية منها :
(ميت حلاوة - السجين والسجان - البر الغربي - المجاذيب -الغربان - جاسوس في قصر السلطان - رحلة التنوير) وله أيضا ترجمات إلى العربية منها :(ثلاثة نصوص من المسرح الانجليزي – الفردوس المفقود "ملتون" – روميو و جوليت – تاجر البندقية-......)

- ملخص الكتاب:   " هذا كتاب في فن الترجمة، والفنون في الشعاب والطرائق، وهو موجه إلى حديث العهد، الذي يضع قدميه على هذا الطريق لأول مرة، ونعني بذلك من يحيط باللغتين (العربية والإنجليزية) إحاطة مقبولة، ولكنه لم يكتسب بعد الخبرة الكافية بدقائق المضاهاة بين اللغتين"  هكذا بدأ الدكتور محمد عناني مقدمة الكتاب مشيرا إلى أن هذا الكتاب يخاطب المترجمين المبتدئين، أما من مارسوا الترجمة واكتسبوا الخبرات وصاروا محترفين، فهم قد يختلفوا معه في بعض المفاهيم أو يناقضوا الكتاب،  فهذا سيكون حافزا لهم ليساهموا في كتابة الكتب في هذا الحقل نظرا لكثرة الكتب الاجنبية وقلة الكتب العربية .
عمل الدكتور محمد عناني في هذا الكتاب علي ذكر التجارب التي مر بها دارس، مارس الترجمة طوال ثلاث عقود، فهذا الكتاب به الكثير من أراء في صلب موضوع الترجمة، لا في النظرية فقد ترك العمل النظري لعلماء اللغة، واعتبر أن مادة البحث نفسها ينبغي أن تكون في النص المترجم المكتوب.
مقدمة الكتاب تحدث المؤلف عن النظرية والتطبيق في الترجمة ، بمثال زيارة السيدة مارجريت ثاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، إلي اليابان وأثناء الغداء تمت تجربة جهاز يترجم اللغات ولكن هذا لم ينجح ووضع السيدة مارجريت في وضع محرج، لأن الجهاز لم يترجم ما قالته بشكل صحيح، ولهذا ضحك الأخرون من ترجمة الجهاز وبهذا المثال، يؤكد المؤلف أن الترجمة فن تطبيقي وليست عباره عن نظريات فقط .
"المترجم كاتب، أي أن عمله هو صوغ الأفكار في كلمات موجهة إلى قارئ، والفرق بينه وبين الكاتب الأصيل أن الأفكار التي يصوغها ليست أفكاره، بل أفكار سواه، فأنا أرى أن نقل أفكار الغير أعسر من التعبير عن أفكار المترجم، فالمترجم محروم من حرية الإبداع لأنه مقيد بأفكار الكاتب ... "
هكذا كان تعريف المترجم من وجهة نظر المؤلف . يوضح المؤلف عقبة الاختلاف الثقافي والحضاري بين المجردات وذلك في الفصل الاول، وهو أن الكلمات المستخدمة
راسخة في عقولنا لأن حضارتنا وتاريخنا يمتد لأكثر من خمسة عشر قرنا ، وهذه المفاهيم والكلمات المستخدمة لا تجد لها بديل من العصر الحديث فالأباء لم يجدوا معنا مرادف لفن الكوميديا فترجم بالهجاء كما هو ، وأما المجردات التي تدخل حديثا في اللغات فيصعب ترجمتها لأنها ليست موجوده في المفاهيم التي ورثناها ، فاما ان تترجم بالهجاء ، أو بالمصطلحات التي تمدنا بها ثقافتنا الحديثة، في بعض الأحيان تكتفي العربية بالكلمة (باسم الجنس فقط) على غير الانجليزية التي قد تجد كلمة تعني اسم جنس وصفه، مثل كلمة كلب (
Dog) ولكن اذا ابتعدنا إلى سلالات الكلب ففي الانجليزية تجد أن لكل سلالة اسم، أما العربية تضاف صفة إلى الاسم لكي تقربه من المعني المراد باللغة الانجليزية، ولكن مهما كانت الصفة جيده لن تكون دقيقة بشكل كافي، أما بالنسبة للمختصرات فينصح المؤلف المترجم
بالاحاطه بها ولا نأخذها عن طريق التخمين أو "الفهلوه "، فلهذا عواقب قد عاني منها المؤلف أثناء مراجعته للترجمات.
تختلف اللغة الانجليزية عن العربية في أنها تعتمد علي ترتيب الكلمات في جملة لتوصيل معني محدد، بينما الفصحى تتوسل بعلامات الاعراب لتحديد المعني ، هكذا بدأ المؤلف الفصل الثاني التركيب- بدايات، فتختلف الانجليزية في الحال عن العربية، فالحال في العربية يشبه الاسم ولكن يختلف في نهايته فنقول "صباح" والحال "صباحاً" فالتنوين حول الاسم الي ظرف، أما في الانجليزية غالبا ما تترجم الحال أو الظرف الي جملة، وهذا قد يحدث مشكلة في ترتيب الجملة، وبالتالي في فهمها وترجمتها ، والعقبة التالية هي أسلوب المفاضلة في الانجليزية ،فقد يكون سهلا ، إذا كان الفعل يقبل أفعل التفضيل في العربية، وقد يكون صعب جدا اذا كان لا يقبل أفعل فكلمة "more brilliant" قد تعني " أكثر نبوغا، عبقريه، تلألؤاً" والكثير من المعني التي تصبح عقبة صعبة أمام المترجم ، تأتي بعد ذلك عقبة الافعال التي قد تقف أمام المترجم اذا اضيف للفعل أداة وهذه الأداة قد تغير من معني الفعل ففي العربية تشبه "يرغب في، يرغب عن" فالأداة غيرت من معني الفعل تماما.
المبني للمجهول يكون في العربية عندما يكون الفاعل مجهول ،أما في الانجليزية فقد يذكر في الجملة، وبالتالي فعلى المترجم أن يقرأ الجملة حتي النهاية ليتبين المبني للمجهول.
"الحياة التي تتطور تؤثر في الترجمة كما تؤثر في اللغة " وارتباطا بهذه الجملة، تؤثر الصحافة كثيرا في ترجمة  المقالات والأخبار الحديثة، فمشكلة العربية أن مفاهيمها قائمه منذ زمن مضى، فكيف لها أن تلاحق الإنجليزية المعاصرة. وقد ذكر المؤلف الكثير من خصائص اللغة العربية بالكتاب وبين عليها بالكثير من الامثلة .
تعاني الصحافة الانجليزية من الاستخدام الكثير للصفات وهذا قد يصعب علي المترجم أمر الترجمة، فقد تكون الصفات المستخدمة سهلة الفهم والتوضيح ، وقد لا تكون ، مما تسبب حيرة للمترجم في فهم النص، وهذا ما وضحه المؤلف في الفصل الرابع.
وفي الفصل الخامس يتناول الكاتب المصطلحات حيث شرحها المؤلف بشكل يسير وممتع ، فقد شرح انواع المصطلحات الثلاثة التي قسمها باحثون المصطلحات الانجليزية، فمثال المصطلحات "to blow the gaff" فكلمة "blow" تعني ينفخ وكلمة "gaff" تعني عمود الخشب ذا السن الحديدي الذي يستخدم في الصيد، ولكن معني المصطلح ككل هو "يفشي السر" ، وهذا ما يشير اليه المؤلف ان المصطلحات لا تؤخذ من المعني الحرفي من القواميس ولكن يبحث عنها لمعرفة معناها، ثم بعد ذللك تحدث عن الصيغة وذكر أن "المقياس الوحيد للصيغة سيكون قدرة القارئ علي فهم المراد الذي يرمي اليه المترجم، وهذا فيه ما فيه من عناء للمترجم".
وأخيرا الفصل السادس الذي خصصه لترجمة الشعر حيث بيّن فيه عددًا من النقاط لا بد للمترجم من أخذها في اعتباره حين يتصدى لترجمة القصائد. كما أعطى الكثير من القصائد وترجماتها من أبرع المترجمين في هذا الصدد.
- الكتاب به نبرة لطيفة تشعر القارئ أن المؤلف يخاطبه، كما تتسم بالبساطة على الرغم من ثراء فحواه.
ذكر المؤلف قصصا من حياته ومواقف حصلت له في الماضي مما أكسب الكتاب الطبيعة الودية غير المتكلفة. كما يلاحظ القارئ سلامة العبارات ومراعاة قواعد اللغة العربية مما يطمئن القارئ أن المؤلف مترجم محترف.
- أنصح بالكتاب لأنني أرى أن هذا الكتاب من الكتب القيمة التي تساعد المترجم وخصوصا المبتدئ على معرفة التفاصيل الدقيقة ليتمكن من الخروج بترجمة جيدة.
يؤكد المؤلف أن الكتاب إنما هو خلاصة تجربته في مهنة الترجمة فيقول: "لا يهدف هذا الكتاب إذا إلى أن يكون مرجعا (حاشا لله) ، ولا أن يكون دليلا عمليا، ولكنه يتضمن بعض حصاد التجارب التي مر بها دارس مارس الترجمة على مدى عقود ثلاثة، تصدى فيها لشتى ألوان النصوص...."، ففهمك لهذا الكتاب تعني انك حصلت خبرة ما يقارب من ثلاث عقود من ممارسة الترجمة ، فالكتاب بمثابة الثروة للمترجم سواء كان مبتدئًا أو متمرسًا ليقتبس ويتعلم .  
"الترجمة فن تطبيقي ، أي الحرفة التي لا تتأتي الا بالتدريب والمران والممارسة، استنادا إلى موهبة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق