الأحد، أبريل 15، 2012

الجماعة المعذورة



كانت جماعة محظورة قبل الثورة ثم أصبحت بعدها جماعة معذورة كيف هذا؟! أرجوك كن صبورا وأقرأ ما يلى:-


لا يمكن لأحد أن ينكر دور الإخوان المسلمين في الثورة فقد كانت - والجميع يشهد بذلك - ركنا ركينا، وعمودا أساسيا من أعمدتها، ثم أصبحت لاعبا رئيسا بعد نجاحها. ولما لم يكن للثورة قائدا يحرك جماهيرها أو يدبر شئونها ويمهد طريقها، فقد احتار الناس وانقسموا وتشعبوا وصار كل حزب بما لديهم فرحين، ثم اختارت الأغلبية أن تسير خلف رآية الإخوان، بعد ما رأوه من تنظيم في وقت التعتيم، وانتصار بعد الانكسار؛ إلا أن هذه الجماعة أكدت لأتباعها قبل أغرامها أنها ستعمل على المشاركة لا على  المغالبة. ومضى الحال زمانا تلاحقت فيه الأمواج وتصادمت، حتى حطت لنا بمفاجئاتها على شاطئ المفاجآت. وكان من أبرز هذه المفاجآت هو حصول الجماعة السلفية الممثلة في حزب النور على حصة لا يستهان بها في مجلسي الشعب والشورى. وبرأيي أن هذه الأخيرة أرادت أن تستفيد بهذه النتيجة قدر المستطاع وأن تطرق على الحديد وهو ساخن.
 على النقيض تماما كانت جماعة الإخوان المسلمين تعمل بحذر وحرص شديدين مع المستجدات، مستفيدة بطبيعة الحال من خبرة السنوات العجاف التي مرت عليها. وفي الوقت الذي انشغلت فيه هذه الجماعة بما تلاحق واستجد من أحداث، كان هم الجماعة السلفية هما واحدا لا شريك له؛ وهو تطبيق الحدود ( الشريعة) فحزمت أمتعتها، ثم حشدت حشودها، وجيشت جيوشها طمعا في الرئاسة، فهذه الجماعة " السلفية " ليست منوطه بما ألزمته شقيقتها أو إن شئت فقل غريمتها على نفسها من التزامات. وصار الحشد خلف القائد الملهم الذي عرف المقصود فاتخذه شعارا ورفعه رآية.. وهنا استشعرت الجماعة الإخوانية خطرا كبيرا فبدأت تبحث عن مخرج لهذا الأمر. ووسط متغيرات داخلية وأخرى خارجية ثم ربما وعود وتهديدات، قررت التخلي عن التزاماتها ودفعت بمرشح أساسى وآخر احتياطي...وظن الناس -وبعض الظن إثم- أن الحرب بدأت بين الإخوان والجيش، إلا أنني على يقين بأن هذه الحرب بين جماعتين .. 
ربما أكون صادما لأناس طيبين لا يرون ما أرى ولا يستشعرون ما أشعر إلا أن خبرتى مع الجماعتين جعلتني أعذر الأولى وأدعو للثانية بالهداية...

والله المستعان
محمد شحاتة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق