وبعد أربعة أسابيع من تسمية هتلر مستشاراً للرايخ الألماني التهمت النيران قبة
هذا المبنى ثم انتشرت النيران لتلتهم قاعة الاجتماعات الرئيسية وبعض الغرف الأخرى.
وعلى الرغم من أن الكثير من المؤرخين يذهبون إلى أن الحريق كان متعمداً، إلا أنه لم
يتم تحديد المتورطين حتى اليوم.( دا الطبيعى يا دكتور؛ فليومنا هذا لم يتم التعرف
على من قام بحرق مكتبة الأسكندرية، ولا من قام بحرق البرلمان المصري إو من قام بحرق أقسام الشرطة و مقارات أمن الدولة، وحتى
المجمع العلمى و و و)!
وخلال الحرب العالمية الثانية وغياب الديمقراطية في ظل الحكم النازي تم تغييب
المبنى تماماً فأُغلقت نوافذه بالطابوق. بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى قيام شركة أيه
أي جي AEG
الألمانية للصناعات الالكترونية باستغلال المبنى لصناعة مكونات أجهزة المذياع. ومن
الطريف في تاريخ المبنى انه تحول بعد ذلك من صالة لصناعة القرار السياسي إلى صالة
للولادة بعد أن قامت مستشفى الشاريتيه القريبة منه بنقل قسم النسائية والتوليد إلى
المستشفى العسكري الذي أُقيم في المبنى، الذي أصبح مكاناً لولادة مئات البرلينيين.
وهنا صمت الجميع متأثرين بهذه الأحداث المأساوية ولما رأى الدكتور ذلك منا
انطلق بنا حتى وصلنا إلى ممر اكتست جدرانه ببقايا كتابات الجنود
السوفيت التي تعود إلى عام 1954، وهناك طرحت عليه السؤال التالى:- لماذا لم تقوموا
بطمس هذه الكتابات، وإن كنتم تريدون الاحتفاظ بها فيمكنكم التقاط صورا لها ووضعها
في متحف؟ فأجابني بقوله: "بالفعل فقد
كان هناك اتجاهين للرأي: الأول يقول بحتمية إزالة هذه الرسوم، والثاني يقول بحتمية
بقاء هذه الرسوم والكتابات كما هي حتى تكون شاهدا على تلك الحقبة المأساوية من
تاريخنا، وحتى يرى نوابنا ذلك التاريخ السيئ الذي كان نتاجا للديكتاتورية
فيتجنبونه! ثم قال:- "وأنا مع هذا الرأي"
وخرجنا من القاعة على غير هوى مني فقد كنت أود البقاء فيها لمدة أطول، وتوقفنا بعدها أمام مجسم حديدي كبير يوضح الأماكن التى بنى حولها وفوقها سور برلين ! ولاحظت اهتماما
بزميلتنا "هبة" من قبل الصحافة والكاميرا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق